عندما يجتمع توم هانكس بجوليا روبرتس في فيلمٍ رومانسي من إخراج توم هانكس نفسه فلابد أن التوقعات بمشاهدة فيلم ممتاز سترتفع عند كل المشاهدين؛ لكن الذي حصل مع الفيلم الجديد Larry Crowne هو العكس تماماً إذ جاء محبطاً بحكايته التي لا تسير إلى هدف واضح وليس فيها صراعٌ من أي نوع حتى ليبدو أنه مجرد حفلةٍ سينمائية طفولية أراد هانكس من خلالها أن يجتمع بجوليا وأن يستثمر وجودها بأي طريقة!. يقدم هانكس في فيلمه هذا قصة رجل كبير في السن يُطرد من عمله بشكل مفاجئ ثم لا يجد ما يشغل وقته سوى العودة إلى مقاعد الدراسة للتعلم من جديد, وفي الجامعة يتعرّف على البروفيسورة التي تدرسه ويرتبط معها بعلاقة رومانسية, وطبعاً لا حاجة للقول بأن الرجل هو توم هانكس والبروفيسورة هي جوليا روبرتس, فالمسألة مكشوفة منذ البداية, ومستهلكة ونهايتها متوقعة, ومع ذلك لا يحاول هانكس البحث عن أية حلول سردية قد تنقذ فيلمه؛ من زيادة في جرعة التشويق أو خلق «عقدة» أو صراعات داخل الحكاية, بل يزيد الأمور سوءاً باتخاذه للأسلوب الهزلي قالباً لفيلمه. وتتجلى علامات الهزل في تبسيط حياة الشخصيات, فكل شيء يجري لهم بسهولة تامة, فالبطل يُطرد من عمله ومن دون تفكير أو معاناة تجده في مقاعد الدراسة, ثم وبسهولة يعثر على أصدقاء, وبذات السهولة يتفوق في دراسته, ويصبح فاتناً وتعجب به مُعلمته. الحياة سهلة جداً وخالية من الصراعات في هذا الفيلم, كل شيء يجري بحسب ما يتمناه البطل, ولئن كان هذا ما يتمناه أي إنسان على وجه الأرض, إلا أنه في عُرف السينما يعتبر خياراً سيئاً ومملاً وبلا قيمة, بل إن هذا الأسلوب التبسيطي لمشكلات الحياة كان من أهم أسباب الثورات في تاريخ السينما