نظم النادي المغربي للبيئة والتنمية – فرع أحفير، أول أمس السبت، خرجة استكشافية بيئية لموقع مصب ملوية ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية. وتهدف هذه المبادرة، المنظمة بشراكة مع شركة تنمية السعيدية، لفائدة عموم المواطنين، إلى استكشاف أهمية هذا الموقع، وبالتالي ترسيخ الوعي بالحفاظ على هذا الموروث الطبيعي وحمايته من أجل التنمية المستدامة وتشجيع السياحة الإيكولوجية بالمنطقة. وشكلت هذه الخرجة مناسبة للمشاركين للتعرف على مؤهلات هذا الموقع الذي يتميز بامتداده ومميزاته وكثبانه الرملية، وكذا تنوعه البيولوجي من خلال الاستمتاع بمشاهدة مختلف أنواع الطيور المهاجرة التي تعد هذه المنطقة الرطبة قبلة لها إلى جانب الأصناف النباتية المتواجدة في المحمية. وفي تصريح لقناة (إم 24) الاخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز مهدي بومدين، عضو النادي المغربي للبيئة والتنمية – فرع أحفير، أهمية هذه الخرجة الاستكشافية لمصب ملوية، مشيرا إلى أن هذا الموقع يعتبر محمية طبيعية تتميز بتواجد مجموعة من الطيور المهاجرة إلى جانب أنواع من النباتات والأشجار المهددة بالانقراض من بينها العرعار الأحمر. وقال إنه من أجل الحفاظ على هذا المصب لابد من معرفة أهميته، وذلك من خلال مجموعة الخرجات الاستكشافية التي يتم تنظيمها للموقع بغية تعريف عامة الناس بأهمية هذا الموروث الطبيعي لاسيما الإيكولوجية والبيولوجية، وبالتالي ترسيخ الوعي وثقافة المحافظة عليه. وأشار بومدين إلى أن هذه الخرجة التحسيسية المجانية شكلت مناسبة للمشاركين لاستكشاف الموقع ومشاهدة أنواع الطيور المهاجرة والتعرف عليها وعلى مواقع توالدها؛ كالنحام الوردي المتواجد حاليا بكثرة، وكذا اللقلاق الأبيض. من جهته، أبرز مسؤول إدارة المرافق والتنمية المستدامة في شركة تنمية السعيدية (SDS)، عبد اللطيف آيت بوشعيب، أن هذه الخرجة الاستكشافية التي تندرج في إطار انخراط الشركة في التنمية المستدامة وحماية البيئة، تروم تحسيس المشاركين بحماية البيئة والتنوع البيولوجي، بما في ذلك مصب ملوية الموقع الايكولوجي الذي يضم أنواعا مختلفة من الطيور وأصنافا نباتية ذات أهمية كبيرة للحفاظ على التوازن البيئي. وأشار إلى أنه تم تزويد المشاركين بوسائل لمراقبة الطيور مثل المنظار والتلسكوب، إلى جانب استعمال ملصقات إعلامية تربوية تتضمن معطيات ومعلومات لتوعية المشاركين بأهمية المحافظة على المنظومة البيئية وضمان استدامة الأنواع المستوطنة لهذه الربوع. ويذكر أن مصب ملوية، الذي يمثل قيمة تراثية هامة باعتباره مصب أكبر نهر بالمنطقة المغاربية وأطول نهر في المغرب (530 كلم)، مصنف ضمن المناطق المحمية منذ سنة 1996 لأهميته الإيكولوجية والبيولوجية واحتوائه على مجموعة من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض. ويحتوي هذا الموقع، الذي صنف أيضا ضمن قائمة "رامسار" للمناطق الرطبة منذ سنة 2005، على 103 صنفا من الطيور، منها المهاجرة (النحام الوردي، أبو منجل ، أبو ملعقة…)، وأخرى مستوطنة (طائر الغزال وغيره من أنواع البط )، بالإضافة إلى تسجيل معدل توطن مهم للنباتات واللافقاريات والبرمائيات والزواحف.