أبت قرعة التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 إلا أن تقسو على منتخبنا الوطني، عندما أوقعته في مواجهة قوية مع منتخب الكوت ديفوار الذي يعد حاليا أفضل منتخب إفريقي باحتلاله المركز ال14 عالميا حسب آخر تنصيف للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ولو أنها جنبته الاشتباك مع أحد المنتخبات العربية الثلاثة (مصر، تونس والجزائر). هو أمر متوقع ويعود أساسا إلى أن المنتخب الوطني حل في المستوى الثاني، بينما حلت المنتخبات القوية في المستوى الأول.. ليقع المنتخب مع أحد المنتخبات العشرة التي تزعمت مجموعاتها، وبشكل أتوماتيكي. فلا بد من خصم قوي لمنتخبنا ينافسه على بطاقة المونديال في أول المشوار، والخصم لم يكن غير الكوت ديفوار.. فهل يعني هذا أن الأسود سيغيبون للمرة الرابعة عن المونديال!!؟ الجميع يشهد بأن القرعة وضعت منتخب المغرب في اختبار حقيقي وصعب. بينما منتخبا مصر والجزائر وقعا في مجموعتين لا هي بالقوية، ولا بالضعيفة. أما أكثر المنتخبات العربية سعادة بنتائج القرعة فكان المنتخب التونسي الذي لن يوجه صعوبات تذكر -على الأقل في بداية اللعبة- في مجموعة وصفت بت «السهلة»، هذا إن لم نقل أنها الأسهل. في المقابل فإن المجموعة الثالثة قد تكون مجموعة الموت لدى البعض، لأنها تضم منتخبي الفيلة والأسود إلى جانب المنتخب الغامبي في انتظار أن يلتحق بالمجموعة المنتخب التنزاني المرشح لتجاوز تشاد في الدور الأول. هنا، نعود إلى أن المنتخب المغربي بمستواه الثاني أعفي من مباريات الدور الأول، خاصة وأن هذا الدور يعرف مواجهة بين المنتخبات الإفريقية الضعيفة في غالب الأحيان. صحيح أن تواجه المنتخب الإيفواري فهذا يعني أنك بحاجة إلى بذل مجهود جبار، وأن تتفوق على القوة البدنية الهائلة لزملاء دروغبا المحترفين بأبرز الأندية الأوروبية، دون أن ننسى المهارات الفنية لكتيبة الفيلة، منتخب إيفواري برز في السنوات الأخيرة بقوة وتفوق على المنتخبات الكلاسيكية بإفريقيا كالكاميرون ومصر والسنغال وجنوب إفريقيا.. معنى ذلك أيضا أن أسود الأطلس إن كانوا عازمين على تخطي عائق دور المجموعات، فعليهم اعتبار الدور الثاني مواجهة مباشرة، تحتم عليهم الفوز على المنتخب الإيفواري بالمغرب والعودة بنتيجة إيجابية من بلاد العاج. وفي حالة ما تحقق هذا الأمر فلن يجد منتخبنا صعوبة تذكر أمام البقية، كيف ذلك وقد استطاع الإطاحة بالرأس الأكبر.. حينها سيجتاز المنتخب أكبر عقبة في طريقه نحو المونديال، ولو أن القادم (الدور الثالث)، وسيفك عقدة الإخفاقات الثلاثة في التأهل إلى المونديال منذ آخر مرة عزف بها النشيد الوطني بأهم بطولة كروية في العالم، بفرنسا 1998. التشاؤم خيم على بعض أنصار المنتخب لدى سماعهم نتيجة القرعة، وكيف أنه سيقارع الأفيال في الدور الثاني؟ والحق معهم. ففي النهاية سيتحتم على أحد الفريقين مغادرة اللعبة. فبعضهم يرى أن المنتخب المغربي لن يكون ندا للإيفواريين، وبالتالي فمن المستبعد أن يتفوق الأسود على الفيلة وينتزعوا صدارة المجموعة الثالثة.. ربما هو تشاؤم سابق لأوانه لأن المنتخب ما يزال يخوض غمار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، ولم يتأهل بعد. هؤلاء تناسوا أنه إن لم يستطع المنتخب المغربي إثبات نفسه والتفوق على نظيره الإيفواري فلا داعي للتفكير في المونديال من الأساس. وفي المقابل، فإن الجماهير المغربية أبدت نوعا من التفاؤل المصحوب باعتراف بقوة أفيال ساحل العاج.. قوة رآها المتفائلون ستذوب مع صحوة الأسود وقدوم غيريتس، وظهور أسماء محترفة جديدة تألقت ويعول عليها أن تعيد إلى الكرة المغربية مجدها الذي ضاع في دوامة عدم التأهل أو الخروج المبكر.. إذن فلما لا نكون من المتفائلين.!؟ لن نستبق الأحداث، فعالم المستديرة مليء بالمفاجآت. فمن يدري!؟ فقد يسقط الصغار ويتعملق الكبار. وغامبيا، تنزانيا أو تشاد لن تكتفي بالمشاهدة. لكن من جانبه فالمنتخب المغربي يسعى وراء تلميع إسم أصابه الصدء بعد حلقات متكررة من الفشل إفريقيا وعالميا. ولولا التصنيف المتأخر للمنتخب لاجتاز الأسود الدور الثاني على الورق، في انتظار أن يدخل إلى اختبار أقوى قد يضعه في صراع عربي، وقد يجعله خامس خمسة سيجتازون المحيط الهادي صوب ري دو جانيرو بالبرازيل.. فالطريق قد يكون مليئا بالأشواك لكنه طريق الوصول!!؟