أكيد أن التشكيلة الأخيرة التي أعلن عنها الناخب الوطني إيريك غيريتس، والتي ضمت 32 لاعبا كشفت عن مجموعة من الأمور التي تدور في رأس المدرب البلجيكي، وما بين سطور اختيارات غيريتس يمكن أن نستشف طريقة مدرب الأسود في الاستعداد للمواجهة الودية في العاشر من الشهر القادم أمام منتخب السنغال، هذا الأخير لن يكون إلا مطية لمنتخبنا من أجل تأكيد الصحوة التي عرفتها الكرة المغربية بعد تمكن أسود الأطلس من التهام ثعالب الصحراء برباعية نظيفة.. والموعد مع إفريقيا الوسطى يقترب تدريجيا للحسم في تأشيرة العبور إلى (CAN) بالغابون وغينيا الاستوائية. هنا لا بد من الإشارة إلى أمر مهم وهو الراحة الطويلة للمنتخب حيث لم يخض أي لقاء رسمي أو ودي يمكنه من الحفاظ على التنافسية، وسيمكنه أيضا من تصحيح بعض العثرات في حالة ما وجدت. نضيف إلى ذلك أن لاعبي المنتخب بعيدون كل البعد عن الملاعب بسبب توقف أغلب الدوريات الأوروبية والخليجية وحتى البطولة الوطنية ..اللهم إذ استثنينا لاعبي أوروبا الشرقية كبوصوفة والقادوري، فاللاعبان يحافظان على طراوتهما البدنية رفقة أنجي الروسي ودينامو كييف الأوكراني، بينما البقية دخلوا للتو للتداريب مع أنديتهم استعدادا للموسم الكروي القادم بأوروبا. لنعد لغيريتس.. الأكيد أن لائحة ال 32 لاعبا المعلن عن لمواجهة السنغال قد لفتت الأنظار، إذ برزت أسماء جديدة وربما لم يكن أحد يعلم بأنها موجودة، الأمر هنا يخص مرة أخرى المواهب الأوروبية من أصول مغربية، فغيريتس استدعى ناصر برازيت وزكرياء بركيدش وهما إسمان لم يتداولا من قبل. في المقابل كان الكل يتوقع أن يتم استدعاء مهاجم بايرن ليفركوزن كريم بلعربي ولاعب وسط كولن والمنتخب الأولمبي عادل الشيحي في القريب العاجل، وهو ما حصل!!؟ هذه الأسماء سنرى إذا ما كانت قادرة على فرض نفسها في اللائحة النهائية، وبالتالي فستكون على موعد مع خوض أول مباراة رسمية بقميص الأسود، معنى ذلك أنها نداء القلب جعلها تختار اللعب للبلد الأم.. وإن لم تتوصل بأي استدعاء من جامعة الكرة أو المدرب، كما هو الحال لمهاجم أوستريا فيينا السويسري!!؟ ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في تشكيلة غيريتس هو الحضور الوازن ل «محترفي الخليج» بخمسة لاعبين يتوزعون على الدوري السعودي والقطري، حضور لا يبرره سوى انتقال أربعة لاعبين إلى الخليج في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، والحصيلة مرشحة للارتفاع.. العربي وهرماش انضما للهلال في مفاجأة من العيار الثقيل، العليوي التحق بدوري المشاهير رفقة الخريطيات، والشيحاني انضم إلى العربي القطري.. هذا يؤكد أن غيريتس لا يحمل أي ضغينة لمحترفي الخليج، رغم موجة الغضب التي اجتاحت الجمهور المغربي بعد انتقال هرماش والعربي من الدوري الفرنسي إلى دوري زين. محترفو الخليج كانوا في الأمس القريب محرومين من تدعيم المنتخب لأسباب تقنية تعود إلى ضعف الدوريات الخليجية، في حين كانت أكثر الاستدعاءات إثارة توجيه الدعوة لأمين عداني مدافع لخويا القطري.. لاعب انطلق من البطولة الفرنسية وتوجه صوب الدوري القطري، وكان قاب قوسين من حمل قميص (العنابي) بعدما أبدى المسؤولو القطريون رغبة في منحه الجنسية القطرية، لكن غيريتس أنقذ الموقف وتمت ترقيته من لاعب أولمبي إلى مدافع بمنتخب الكبار.. وهذه نقطة تحسب للبلجيكي. فهو ليس سيئا كما يشاع. أما الحضور المحلي فالمدرب استدعى 12 لاعبا. فما هو إلا مجاملة من غيريتس للبطولة الوطنية، حيث أن مجموعة من الأسماء سيتم الإطاحة بها كما هو معلوم لدى الكل، ولا داعي لذكرها. فأعراف المنتخب الوطني تقول إن الأسبقية للمحترفين في تشكيلة المنتخب، ولهم النصاب الأكبر دوما وأبدا.. وفي أبرز مفاجآت القائمة، فإن إسمي الشماخ وكارسيلا أبرز الغائبين عن مباراة السنغال، فالشماخ لن ينضم لكتيبة الأسود نظرا لأنه سيغيب عن اللقاء المرتقب أمام إفريقيا الوسطى للإيقاف، كما أن تواضع أدائه في مباريات أرسنال الودية قد يكون سببا لغيابه. في حين أن كارسيلا ما يزال غير جاهز للعب مكتفيا بتدرايب خفيفة رفقة ستنادار دولييج البلجيكي، إلا أن ذلك لا يعني أنه سيغيب عن اللقاء القادم، لأنه يعمل على استعادة مستواه. غائب آخر لم تتطرق له المنابر الإعلامية، رغم أنه كان حديث الساعة في الميركاتو الأوربي، نعني عادل تاعرابت الذي لم يخرج بعد من قائمة المغضوب عليهم من طرف غيريتس، بعد واقعة مراكش الشهيرة. مهما كانت اختيارات غيريتس صحيحة أو مجانبة للصواب، فإن الحكم عليها يبقى أوليا، إلى أن يفرج البلجيكي عن لائحة النهائية.. لائحة قد تضم مفاجآت من غيريتس غير منتظرة، وعلينا أن لا ننسى أن المباراة ذات طابع ودي ولن يفيدنا كثيرا الفوز بها، اللهم أن الوقف على مكامن الضعف استعدادا للقادم.. لأن الاختبار الحقيقي سيكون ب «بانغي»..!