لا يمكن لإنسان غريب عن مدينة المحمدية وحط الرحال بها سائلا أيا كان في طريقه عن شخصية الحاج عبد القادر أوبا إلا وقاده إلى عنوانه توا، لأن الرجل معروف بكثرة عند أهالي المدينة صغارا وكبارا ومسنين، وذلك باعتباره رمزا من رموز مدينة الزهور في المجال الرياضي، ومن حق الحاج أوبا الرجل البسيط الطيب القلب، أن يفتخر لكونه يتوفر على كرة ذهبية إفريقية كانت منحت باستحقاق للمغرب لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية سنة 1975 أحرزها عن استحقاق نجم كبير تتلمذ على يده في البدايات إنه الدولي السابق أحمد فرس الذي لمع بفريق شباب المحمدية، والذي تهافتت لضمه إلى صفوفها في تلك الفترة العديد من الأندية الأوروبية ومن بينها ريال مدريد الإسباني، وليتصور المرء لو كان فرس يلعب حاليا لوصلت صفقة انتقاله إلى مبالغ مالية خيالية كالتي سمعنا عنها لزيدان وميسي ورونالدو وغيرهم من النجوم العالميين. بيت القصيد في هذه العجالة هو المدرب والمربي الحاج عبد القادر أوبا الأب الروحي للرياضة بالمحمدية، والذي قضى أزيد من 51 سنة في خدمة فرق الأحياء وفريق المدينة الأول الشباب وذلك من خلال تنظيم الدوريات والتنقيب عن المواهب والتأطير والتسيير بالفئات الصغرى لفريق شباب المحمدية. يتذكر الحاج أوبا الذي لايزال يتمتع بحيوية ونشاط قل نظيرهما، أنه في سن 13 سنة عشق كرة القدم ولأول مرة ستطأ قدماه ملعب كرة القدم كانت في ملعب «فضالة الرياضي» (أول ملعب بالمدينة) وبرفقته نجم الجيش الملكي السابق الجيلالي فاضيلي وشقيقه محمد وترافا وسانشيز وبوشعيب كامبولو والعربي خبارو...، ولم يستطع إتمام المشوار في اللعب بسبب إصابته بعاهة مستديمة في القدم، لكن بقي مرتبطا مع كرة القدم من خلال التدريب الذي ولجه وسنه 19 سنة، وهكذا درب أول فريق للحي يسمى نجاح درب مراكش، وبعد صعود شباب المحمدية للقسم الأول سنة 1961 أصبح مدربا رسميا لصغار الفريق، وفي فترة وجيزة تم إسناده كل الفئات الصغرى لتدريبها الصغار والفتيان والشبان. يقول الحاج أوبا في هذا الصدد، بأنه خلال شهر غشت أي في عز الصيف تتقاطر على ملعب المدينة أكثر من 400 إلى 450 لاعبا من أجل اجتياز اختبار الالتحاق بالشباب حيث يتحدد العدد المقبول في 45 أو 50 لاعبا، ومن النوادر ونظرا لتزامن إجراء مباريات الفئات الصغرى في يوم واحد، كان المدرب الحاج أوبا يكلف مسيرين بمرافقة الصغار والفتيان بينما هو يتكلف بمرافقة الشبان، حيث يعطي التشكيلة وخطة اللعب للفرق الثلاثة، التي يطبقها عن ظهر قلب اللاعبون وتأتي بعد ذلك الانتصارات، لكن الهاجس الأكبر لدى الحاج أوبا قبل كل شيء، كان هو اكتشاف مواهب جديدة لتعزيز صفوف ناديه المحبوب شباب المحمدية، وقد تأتى له ذلك من خلال اكتشافه طيلة مسيرته الرياضية لنجوم كبار أغلبهم حمل القميص الوطني المغربي في العديد من المناسبات، ونستحضر من بينهم كما سبقت الإشارة أحمد فرس عميد منتخب 1976 الفائز بكأس الأمم الإفريقية الوحيدة في خزانة المغرب، عسيلة، محمد الرعد ، الطاهر الرعد، عبد الاله مرزاق، حسن بورواين، إدريس الحدادي، عبد اللطيف الحدادي، زوهو، ميكيل، الهادي خلوق، مصطفى الزياني، الحارس الجرموني، نور الدين الزياني،طارق شهاب، رشيد روكي،... وآخرون عجيب أمر هذا الرجل الغيور على الرياضة، الذي يتوفر على خزان كبير من الصور التذكارية التي تفوق الألفين، تؤرخ لمسيرته مع كرة القدم طيلة أزيد من نصف قرن من الزمان، فعمله الكبير المنتج يصعب أن تقوم به جمعية أو هيئة رياضية، ذلك أن أندية لها رصيد تاريخي لم تستطع إنجاب لاعب واحد ممتاز لمدة تفوق 10 سنوات... بدون تعليق!!! يتحسر الحاج أوبا على الوضعية التي أصبح عليها الشباب حاليا بعد اندحاره لقسم الهواة في سابقة الأولى من نوعها، ولقد دق ناقوس الخطر خلال أول مرة نزل فيها الفريق سنة 1984، لكن لا حياة لمن تنادي!! فتوالت الهزات تلو الهزات يقول الحاج عبد القادر لكن يبقى فريق الشباب كبيرا لأن المدينة تزخر بالعديد من المواهب، والمشكل في التسيير ويجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. إن المؤطر الحاج عبد القادر أوبا وأمثاله يستحق أكثر من التفاتة، نظرا للخدمات التي قدمها للرياضة الوطنية، وتكريمه سيكون حافزا للجيل الحالي والقادم من اللاعبين للمزيد من العطاء، وفي ذلك ربح لفريق الشباب، ولايسعنا إلا أن نقول للحاج عبد القادر شكرا جزيلا...!