قالت المعارضة في ليبيا إنها ترفض أي حوار أساسه تقاسم السلطة، وإن مسألة رحيل العقيد معمر القذافي حسمت، بينما أغار حلف شمال الأطلسي (ناتو) لثاني يوم على التوالي على باب العزيزية وسط طرابلس، بعد غارات سابقة قرب زليتن، لمساعدة الثوار الذين يحاولون أيضا التقدم إلى داخل البريقة مستعينين بكاسحات ألغام. وقال مسؤول ملف العدل في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاقي إن مسألة رحيل العقيد حُسمت، والمعارضة لن تتحاور على غير ذلك، وهي مستعدة لمفاوضة تكنوقراطٍ من النظام لكنها لن تفاوض القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية. وتحدث دبلوماسي غربي أمس عن خطة لمبعوث الأممي عبد الإله الخطيب أساسها وقف لإطلاق النار مع تقاسم السلطة، لا دور للقذافي فيه. لكن القذافي جدد أول أمس تمسكه بالبقاء، ونفى في كلمة صوتية جديدة اتهامات موجهة إلى نظامه بقمع المحتجين، وتحدث عن ثمانية قتلى فقط بين المتظاهرين، يجري التحقيق في ظروف مقتلهم. وغادر وزير خارجية النظام الليبي عبد العاطي العبيدي مصر أول أمس بعد محادثات مع مسؤولي هذا البلد، اكتفت السفارة الليبية هناك بالقول إنها تطرقت إلى الشأن الليبي. وجاءت المحادثات بعد يومين من إعلان ناطق باسم طرابلس استعداد نظام القذافي لعقد محادثات جديدة مع الولاياتالمتحدة والثوار، مع التشديد على أن القذافي لن يتنحى. وفي لقائه مع الجزيرة قال العلاقي إن أربعة أخماس الأراضي الليبية في يد الثوار. ويسيطر الثوار على أغلب الشرق وبضعة جيوب في الغرب أهمها مصراتة، فيما تبقى العاصمة تحت سيطرة نظام القذافي الذي نفى أن تكون المعارضة نجحت الخميس في تنفيذ عمليات هناك، ووصف هذا الحديث بمحاولة منها لرفع معنوياتها «بعد خسارة المعركة في شرق البلاد وجنوبها الغربي». وقد استهدفت غارات للناتو في الساعات الأولى من أمس محيط باب العزيزية حيث مقر قيادة القذافي، بالتزامن مع غارات هزت ضواحي طرابلسالشرقية والجنوبية الشرقية. وواصل الناتو شرقا دعمه الثوار في محيط زليتن الواقعة على الطريق الرئيسية بين مصراتة وطرابلس، وهي مدينة فقد فيها الثوار 16 من رفاقهم الأسبوع الفائت. وفي الشرق أيضا يحاول الثوار أن يسيطروا على البريقة وهم يأملون دخولها بعد أن استقدموا كاسحات لإزالة آلاف الألغام التي تفخخ الطريق إلى هذا الميناء النفطي الإستراتيجي.