توجت مؤخرا، فعاليات الدورة الثانية لموسم الولي الصالح سيدي عبد الرحمان، بتنظيم موكب «النحيرة» الشعبي الذي انطلق من مقر بلدية المدينة عابرا عددا من شوارع المدينة وصولا إلى ضريح الولي الصالح حيث أقيمت مراسيم الذبيحة. وقد غصت جنبات شوارع وأزقة عبور موكب «النحيرة» بجماهير غفيرة من ساكنة المدينة وزوارها لتتبع أطوار هذا الحفل التقليدي بطقوسه العريقة على إيقاعات الحضرة الحمدوشية التي يرجع تاريخها إلى قرون مضت. وظل سكان قلعة السراغنة منذ القدم يحافظون على هذا التقليد ويحترمون طقوسه في أبسط جزئياته عبر تنظيم احتفالات وحلقات دينية وأمسيات قرآنية وأذكار، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذا إقامة استعراض للخيول وإبراز مهارات ركوبها والتنافس في سباقاتها الشعبية (التبوريدا) واختيار الذبيحة، وتقاسم الطعام مع المشاركين في الموسم من مختلف القبائل المجاورة. واستقطب الموسم، على مدى ثلاثة أيام، نحو 250 ألف زائر تابعوا، حسب المنظمين، فقرات برنامجه المتنوعة ومن بينها ألعاب الفروسية التقليدية والحلقات الشعبية الموزعة على مختلف فضاءات المدينة، وعلى الخصوص مسرح الهواء الطلق بدار الثقافة وساحة الحديقة الأندلسية. كما شهدت دار الثقافة تنظيم ندوة علمية حول تاريخ السراغنة وأصول قبائلها واستقرارها وانتشارها في عدد من مناطق المملكة منذ العهد الموحدي مرورا بعدد من الحقب التاريخية ومن بينها على الخصوص فترة الاستعمار الفرنسي ومقاومة القبائل له. وشارك في هذه التظاهرات 15 مجموعة فولكلورية تمثل مختلف مناطق المملكة من ضمنها الأقاليم الصحراوية، و47 مجموعة من فرق الخيالة بمجموع 700 فرس مغربي أصيل.