يستهل ناديا ليفربول الحالم برباعية تاريخية ومانشستر سيتي اللاهث وراء لقب أول في دوري أبطال أوروبا بكرة القدم أسبوعين حاسمين، عندما يزور الأول بنفيكا البرتغالي ويستقبل الثاني أتلتيكو مدريد الإسباني الثلاثاء في ذهاب ربع نهائي المسابقة القارية. ونظريا، يحتمل أن يتواجه الفريقان في نهائي دوري أبطال أوروبا المقرر في باريس يوم 28 ماي. وقد تلعب نتائج الفريقين في دوري الأبطال دورا في تحديد مسارهما المتبقي خلال الموسم المحلي. فليفربول يملك حظوظا أفضل على الورق في دوري الأبطال، إذ يواجه الفائز بين بايرن ميونيخ الألماني وفياريال الإسباني بحال تخطيه بنفيكا، فيما ينتظر رجال المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا مواطنهم تشيلسي حامل اللقب أو ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني وحامل الرقم القياسي في المسابقة (13)، بحال تخطيهم أتلتيكو العنيد. وكان مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب قد كشف أن "البريميرليغ" هو "أهم" جائزة لفريقه الذي توج في وقت سابق بكأس الرابطة المحلية. لكن سيتي لا يتفق معه، في ظل هيمنته على الدوري الإنجليزي في السنوات الماضية، واقترابه من المجد القاري عندما خسر أمام تشيلسي الذي كان يتخلف عنه بفارق كبير في الدوري المحلي. وقال غوراديولا السبت بعد الفوز على بيرنلي بهدفين "سنواجه ليفربول في المباراة التالية ضمن الدوري. نعرف أنهم سيفوزون تقريبا في كل المباريات المتبقية، على أمل ألا تكون المباراة التالية (ضدنا)، لكننا سنحاول القيام بالأمر عينه". وتابع "عندما يصل ماي ولا تزال ضمن السباق على اللقب، فهذا يعني أنك خضت موسما مميزا. تواجدنا هنا يعني أننا عملنا كثيرا وقد قمنا بذلك في كل موسم". وسيلاقي غوارديولا خصما عنيدا للغاية يتمثل بالأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الذي يحتل المركز الثالث في الليغا بعد فوزه 6 مرات تواليا . وفي المواجهات المباشرة القليلة بينهما، يتقدم غوارديولا على سيميوني 2-1، علما أن سيتي وأتلتيكو لم يلتقيا سابقا . وعلق غوارديولا على مشوار الخصم "تجاوزوا مجموعة صعبة جدا (ضمت ليفربول وبورتو وميلان) وكانوا الأفضل ضد (مانشستر) يونايتد على مدى 180 دقيقة (في دور ال16)". ليفربول الذي تخلف بفارق 14 نقطة عن سيتي في يناير الماضي، يعيش فترة رائعة، بعد فوزه في عشر مباريات تواليا في الدوري، ليعيد ذكريات مبارزته الجنونية مع سيتي على لقب موسم 2018-2019، والتي انتهت لمصلحة الأخير بفارق نقطة (98-97). ويبحث "الريدز" عن رباعية تاريخية (الدوري والكأس وكأس الرابطة ودوري الأبطال) أو السير على خطى مانشستر يونايتد الوحيد من بين الأندية الإنجليزية يحرز ثلاثية دوري الأبطال والدوري والكأس في موسم 1999. في المقابل، يعول بنفيكا على مشواره في المسابقة القارية قبل خوض تجربة ليفربول، وذلك بعد مساهمته بإقصاء برشلونة الإسباني وأجاكس أمستردام الهولندي. ويبحث الفريق البرتغالي العريق عن بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، عندما وصل إلى النهائي تحت إشراف المدرب السويدي سفن-غوران إريكسون. آنذاك خسر أمام ميلان الإيطالي واخفق في رفع اللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1961 و1962. لكن في موسم تألقه أوروبيا وبلوغه ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2016، عاش فريق العاصمة البرتغالية موسما محليا مضطربا، بعد إقالة مدربه جورج جيزوس في دجنبر اثر خسارة ثقيلة أمام غريمه المحلي بورتو بثلاثية نظيفة، وتحقيقه 7 انتصارات فقط في 15 مباراة ضمن الدوري. مع المدرب الجديد نلسون فيريسيمو، لم تكن نتائجه أفضل مع فوزين فقط في أول سبع مباريات، ليحتل راهنا المركز الثالث بفارق 12 نقطة عن بورتو الذي لعب مباراة أقل. بنفيكا الذي خسر الجمعة أمام براغا 2-3، لن يكون بمقدوره التأهل تلقائيا إلى دوري الأبطال بحال إنهائه الموسم ثالثا في البرتغال، كونه سيحتاج إلى خوض الدور التمهيدي الثالث. وقال فيريسيمو الجمعة "نعرف أنه ليفربول، لكن يجب أن نقاتل، يمكننا أن نلعب أفضل". وتابع مدرب بنفيكا الذي أقصى أجاكس 3-2 بمجموع مباراتي دور ال16 "دوري الأبطال مختلف". ويعول بنفيكا على مهاجمه الأوروغوياني داروين نونييس المطلوب إنجليزيا وصاحب هدف التأهل إلى ربع النهائي في ملعب "يوهان كرويف أرينا." وسجل ابن الثانية والعشرين 27 هدفا في 34 مباراة هذا الموسم، بينها ثنائية خلال الفوز على برشلونة 3-0 في دوري المجموعات في شتنبر الماضي. كما يضم بنفيكا لاعب الوسط المغربي عادل تاعرابت لاعب كوينز بارك رينجرز الإنجليزي سابقا وصانع اللعب رافا سيلفا صاحب 15 تمريرة حاسمة هذا الموسم في الدوري. وعلق كلوب السبت على مواجهة بنفيكا "رشحنا الناس لبلوغ نصف النهائي، لكني أرى الأمور بطريقة مختلفة. بنفيكا قد يصبح خطيرا للغاية إذا أتيحت لهم الفرصة". قبل 16 سنة، فاز بنفيكا على ليفربول 2-0 في ملعب "أنفيلد" وتأهل 3-0 بمجموع المباراتين إلى ربع النهائي. والتقى بنفيكا مع ليفربول 10 مرات، ففاز في أربع مباريات وخسر 6 مرات.