مما لا شك فيه أن الإبداعية النسائية السينمائية في افريقيا تطورت بشكل كبير, إلا أن موضوع «المرأة والسينما» ما زال يشغل بال كثير من المهتمين, الذين ما زالوا يرصدون بعضا من إشكالياته المطروحة ك`»هل المرأة في السينما موضوع أم جسد» وما مدى «إبداعية المرأة» و»ثنائية الذكورة والأنوثة»... ولمناقشة هذا الموضوع في إفريقيا , نظم يوم الأربعاء الماضي, في إطار الدورة ال`14 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة, لقاء خلص فيه المشاركون الى أن مصطلحات الذكورة والأنوثة لم يعد لها وجود في قاموس السينما, ليبقى الحكم هو «الخطاب» و»الإبداعية». وأوضح هؤلاء أن السؤال الممكن هو ما مدى قدرة المبدع على الإبداع وخلق عوالم فنية وجمالية, وتجووزت الأطروحات , وإن بشكل نسبي , التي تقسم الإنتاجات على أساس جنسي وتقف في خندق المدافع عن هذا الجانب أو ذاك دون ان تعير أدنى اهتمام لمسألة الإبداعية لتسقط بذلك في زلة الإجحاف في حق الطرفين أو في هفوات «المفاضلة». ولا يقتصر هذا الأمر على السينما فقط بل طرحت مثل هذه الأسئلة في مجالات إبداعية أخرى كالقصة والشعر والرواية والتشكيل. وبخصوص السينما المغربية, لم يفت رئيس مؤسسة مهرجان السينما الافريقية, الاشارة إلى أن هذه الأطروحة لم تعد قائمة في المغرب, فالمرأة المغربية ولجت عالم السينما (ممثلة ومخرجة وفي باقي المهن السينمائية) وأثبتت وجودها كقوة إبداعية, مبرزا أن تصنيف «سينما المرأة» و»سينما الرجل» لم يعد ذي مصداقية. وأبرز أن المشهد السينمائي المغربي يزخر بأسماء نسائية فرضت نفسها بتحملها مسؤوليات في هذا المجال, مشيرا في هذا الصدد إلى المبدعة غيثة الخياط التي تترأس لجنة دعم الانتاج السينمائي الوطني. وفي ما يتعلق بحضور المرأة في الإبداع السينمائي الوطني , وأضاف , إن المرأة عندما تؤدي دور شخصية ما «فهي تتحرك في فضاء وزمان محددين» ولا يبقى مجال لسؤال «هل المرأة موضوع أم جسد ?», مشددا على أن السينما يجب ان تفهم في «تعقيداتها» فهي «رؤية» وفلسفة في الحياة. اما المخرج الكونغولي وعضو لجنة تحكيم الدورة ال`14 لهذه التظاهرة, بلوفو بكوبا كانيندا, فاعتبر أن المشكل الحقيقي في السينما الافريقية يتمثل في « عدم انتاج خطابها الخاص», فهي محكومة بالماضي الكولونيالي, الذي كان همه تغذية المتخيل الغربي في معالجة ظواهر ثقافية واجتماعية افريقية ومنها مواضيع المرأة. ولا يعير بلوفو أي اهتمام لمسألة الجنس في قراءة الأعمال السينمائية بقدر ما يهتم بالخطاب السينمائي, الذي يبرز « حقيقتنا الافريقية». أما المخرجة المصرية ماريان خوري فخلصت في مداخلتها إلى أن المهم في العمل السينمائي هو توفر الشروط الانسانية بغض النظر عن جنس مبدعه.