اختارت قيادة حزب التقدم والاشتراكية التحضير للمؤتمر الوطني 11 للحزب، والانطلاق في ذلك من القواعد عبر تأطير لقاءات بالفروع الإقليمية والجهوية والمحلية، وبطرح ورقة داخلية تخص تنظيم الذات الحزبية، لمناقشة مضامينها وطرح مقترحات لتنقيحها، وجعل جميع المناضلات والمناضلين يساهمون في النقاش العام، بحثا عن آليات جديدة تتصف بالنجاعة والفعالية بما يؤدي إلى تقوية الفعل الحزبي ميدانيا ويعطي زخما للعمل السياسي بل ويجعل له معنى. وأكد نبيل بنعبد الله خلال ترأسه للقاء نظمه في هذا الإطار الفرع الإقليمي للحزب بسلا، تم خلاله بسط عناصر الورقة الداخلية، إن حزب التقدم والاشتراكية يعد حزبا أساسيا ضمن الأحزاب الأخرى، وأن هذا الأمر لم يتم اعتمادا على المال بل تم بفضل تضحيات ونضالات أعضاء الحزب، من الرعيل الذي اشتغل في الميدان مع المواطنين وحمل انشغالاتهم" وقال بنعبدالله، في هذا اللقاء الذي أداره مصطفى عديشان، عضو الديوان السياسي، وحضره كريم التاج، ومحمد عواد، ونادية التهامي أعضاء ديوانه السياسي، وأمين الصبيحي، وأنس الصبيحي، وسعيد سيحيدة، ومحمد الإدريسي، ووديع درموك أعضاء اللجنة المركزية " إن الحزب وضع هذه الورقة الداخلية وهي ليست بديلا أو منافسة للوثيقة السياسية وباقي الوثائق الأخرى الخاصة بالمؤتمر، بل طرحها من أجل إجراء نقاش عميق بشأنها من طرف مناضلات ومناضلي الحزب وتأطير عمليات التحضير بشكل جيد للمؤتمر الوطني 11 للحزب كذات جماعية، بحيث ترتبط محاور هذا النقاش بمغزى الانتماء للحزب والتفكير في تطوير تنظيم الحزب باقتراح صيغ وآليات جديدة للتنظيم تتصف بالنجاعة والفاعلية" وأفاد بنعبدالله، في هذا اللقاء الذي حمل عنوان "مداخل للنقاش والتفكير في أفق المؤتمر الوطني 11 للحزب،"، أن الحزب اختار طرح هذه الورقة للنقاش لبلورة وثيقة تنطلق من قواعده وتتضمن منظوره هذه القواعد للتنظيم، وليس اعتمادا على مكتب دراسات، "فهذا الأمر الأخير لا يمكن أن يتبعه التقدم والاشتراكية الذي من سماته الأساسية أنه حزب له تاريخ، وهوية ذات توجه اشتراكي تقدمي يساري، وعلى وعي أنه إذا فرط في ذلك سيندثر أو يصبح كعدد من الأحزاب الأخرى، بل سيفقد أي سبب للوجود". ونبه في هذا الصدد، إلى بعض من التحديات والرهانات التي ترتبط بالسياق الحالي، والتي يتم فيها التحضير للمؤتمر، داعيا مناضلات ومناضلي حزبه إلى أخذها بعين الاعتبار حين اعتكافهم على مناقشة الورقة الداخلية، بما يقوي قدرة الحزب على استيعاب المرحلة والتفاعل معها، ويساهم بالتالي في الارتقاء بالممارسة الديمقراطية وتحقيق التغيير، وتثبيت مكانة الحزب، في إطار الحفاظ على هويته واستقلاليته. وشدد بنعبدالله على أن فتح هذا النقاش عبر مختلف فروع الحزب محليا، إقليميا وجهويا وعبر تنظيماته الموازية يهدف إلى التمسك بقوة بهوية الحزب وصون استقلالية قراره. وحذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا الصدد، من الهوة التي توجد بين المواطن والأحزاب السياسية، داعيا مناضلات ومناضلي حزبه إلى استحضار هذا الأمر أيضا، والتفكير في آليات وفي نهج يجعل الحزب يؤدي دوره المجتمعي الريادي. هذا، ولم يفت نبيل بنعبد الله أن ينبه إلى ضرورة جعل الانضباط لقوانين ومبادئ وقيم الحزب أحد الميكانيزمات التي تؤطر أي نقاش حزبي داخلي، مادام الحزب يحرص على الالتزام بالديمقراطية الداخلية ويطرح أي نقاش ينبغي أن يتم وفق ذلك، مشددا على أنه ينبغي القطع مع بعض حالات التسيب والمس بصورة الحزب، إلى ضرورة النهوض به باعتباره مدخلا وتحديا أساسيا لإبراز أداء الحزب، ومعتبرا أن هذا الأمر يتطلب تطوير الأداة التواصلية بجعلها تتصف بالنجاعة والفاعلية بما يمكن من إيصال على إيصال صوت الحزب ومنظوره خطابه. فنن العفاني