في انسجام تام مع الرؤية الإفريقية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حول السلام والحوار بين الأديان والثقافات، نظمت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ندوة حول "حوار الأديان" وذلك يوم الأربعاء 24 فبراير 2022 بأبيدجان بالكوت ديفوار. يتلخص هدف الندوة في استدامة السلام بإفريقيا من خلال الحوار بين الأديان، وضمان استمرارية أثر الرسالة الخالدة للأديان على السلم العالمي. كما تهدف إلى فتح سبل الإنصات وتبادل الرأي بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية في الكوت ديفوار وإفريقيا وإقرار إعلان أبيدجان للسلام بين مختلف الفاعلين الدينيين والاجتماعيين. حفل افتتاح هذه الندوة جرى بحضور عبد الرحمن سيسي، الوزير الأمين العام لرئاسة جمهورية الكوت ديفوار ووزير المصالحة الوطنية الإيفواري كواديو كونان بيرتين، وسفير المغرب في أبيدجان عبد المالك الكتاني، ورئيس المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بكوت ديفوار، ومحمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بالإضافة إلى العديد من الشخصيات. ناقشت الندوة خمس محاور هي الأسرة والمدرسة، والمجتمع المدني والأديان والتواصل وتكوين الأطر الدينية، والسلطات العمومية في مواجهة ظاهرة التطرف الديني العنيف. أكد عبد الرحمن سيسي، الوزير الأمين العام لرئاسة جمهورية الكوت ديفوار في مداخلته خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الندوة أن بناء وتعزيز الحوار بين الأديان الذي يسهم في الحفاظ على الروابط الاجتماعية، هو أمر ضروري لتقوية التماسك الاجتماعي والعيش المشترك والسلام. لمواجهة خطر التطرف والانغلاق، كما أعرب عن شكره وتقديره لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تسعى، دائما لتوحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين في المغرب والبلدان الإفريقية. من جهته أكد الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، أن غاية هذا الملتقى هو إبراز إسهام الأديان السماوية في ترسيخ قيمة السلام التي تنشدها البشرية، وتأكيد محوريتها ومركزيتها في دين الإسلام. وذكر بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس، إلى المغرب بدعوة من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في مارس 2019، وما مثلته من لقاء بين رمزين ومرجعيتين دينيتين عالميتين، كان من أبرز تجلياته إرسال رسالة السلم والسلام إلى البشرية، وإعادة الاعتبار إلى قيم التعارف والسماحة التي تدرأ آفات التعصب والتطرف. واعتبر محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أننا نعيش في قارة افريقية شابة مفعمة بالغنى والأمل، لكننا أيضا نعيش في قارة افريقية تعاني من الصدمات والآلام والصراعات وينبغي التفكير في المعاناة الاجتماعية بإفريقيا التي تتسع كل يوم. مضيفا أنه يجب علينا دائما أن نتعلم كيف نتواصل ونتضامن كما اعتبر في كلمته أن إمارة المؤمنين، تشكل إحدى السمات المميزة الأكثر أهمية في هويتنا الإسلامية الإفريقية. وفي الختام رفعت العديد من التوصيات لرئاسة الندوة أهمها أن الحوار بين الأديان له دور محوري في تحقيق السلم والتعايش وعلى العلماء الأفارقة أن يتبينوا وضوح الأولويات المتعلقة بالأهداف المرجوة والتحديات التي ينبغي تجاوزها، في استحضار للأزمات التي تعرفها العديد من المناطق الإفريقية بواسطة جماعات متعصبة متعطشة للعنف وحمل السلاح لفرض آرائها بالقوة .