أكد المكتب الوطني للمطارات، صباح أمس الاثنين، أن الرحلات لازالت غير منتظمة، تتحكم في برمجتها وإلغائها، في أية لحظة، الأوضاع الأمنية بالفضاءات الجوية التابعة لسلطات الطيران المدني بالعديد من البلدان الأوروبية، التي قررت إغلاق مطاراتها أمام حركة النقل الجوي، كإجراء أمنى، تفاديا للكوارث التي قد تسببها السحابة الرمادية المنبعثة من بركان إيسلندا. وقالت نادية بنزاكور، مسؤولة التواصل بالمكتب الوطني للمطارات، لبيان اليوم، أن الوضع داخل مطارات المغرب أصبح متحكما فيه بشكل كامل، بعد اعتماد إجراءات تدبير الأزمة، التي ركزت على الإخبار، وعلى مواكبة المسافرين في المراحل الأولية التي تسبق الوقوف أمام الشبابيك، والاستعلام حول البرمجة الفعلية لرحلاتهم، قبل السماح لهم بولوج الباحة، تفاديا، من جهة، لحالة الانزعاج والحيرة في حال الإلغاء، وتجنبا، من جهة أخرى، للاكتضاض الذي يتحول إلى فوضى عارمة . وإلى حدود صباح أمس الاثنين، شوهد مسافرون يفترشون أرضية باحة مطار محمد الخامس، حيث قضوا ليلتهم. وهو أمر مؤسف، تقول نادية بنزكور،التي أكدت أن خلية اليقظة والمساعدة تبذل جهودا جبارة، خلال فترة الإضطرابات الحالية، من أجل تفادي مشاهد مماثلة، داعية المسافرين إلى الاستعلام قبل التوجه إلى المطار. في هذا الاتجاه، قالت مصلحة التواصل بشركة الخطوط الملكية المغربية، أن إحداث خلية لليقظة والمساعدة، التي تعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، مكنت من احتواء تبعات الاضطرابات التي شهدتها حركة النقل الجوي بأوروبا، وأن إيواء المسافرين على متن رحلات المراسلات بات مؤمنا بالكامل. بيد أنها أكدت صعوبة التنبؤ بساعة الانفراج الكامل، خاصة وأن عداد الخسائر لا يتوانى عن الدوران مترجما المصاريف الناجمة عن توقف نقل المسافرين والسلع والبضائع خاصة تلك القابلة للتلف، وأعباء تحميل خدمات المسافرين العالقين (ترانزيت) في الدارالبيضاء ومراكش، والذين تم إيواؤهم في فنادق المدينتين. وحسب مصادرنا، ألغت «لارام» رحلاتها إلى أزيد من 12 دولة أوروبية أول أمس الأحد وأمس الإثنين, وسط توقعات بأن يتم إلغاء رحلات إضافية غدا الأربعاء، بعد تأكد استمرار إغلاق هذه الدول لمجالاتها الجوية بسبب تواصل نفت بركان ايسلاندا لرماده المعيق لحركة الملاحة الجوية. وأوضحت مصادرنا أن توقف الرحلات إلى معظم المحطات الأوروبية، يمثل خسارة ثقيلة لشركة «لارام» مبرزة أن حماية أرواح المسافرين والحفاظ على الأسطول يعد أهم من أي خسارة محتملة. وأكدت أن العدد الأكبر من العالقين في الدارالبيضاء ومراكش، هم من مسافري يومي الخميس والجمعة الماضيين، والذين كانوا متجهين إلى محطات في أوروبا، بينما توقف وصول ركاب ترانزيت منذ السبت الماضي، في أعقاب حملات التوعية، والطلب من المسافرين تأجيل السفر وعدم التوجه إلى المطارات إلا بعد أن تعيد مطارات أوروبا فتح أجوائها. وأشارت إلى أن خمسة مطارات فقط في أوروبا مازالت مفتوحة وهي إسطنبول، ولارنكا، وأثينا، ومالطا، علاوة على مطار موسكو، بينما توقف الطيران إلى جميع المطارات الأوروبية الأخرى إعتباراً من يوم أمس الاثنين . وأوضحت «لارام» أن جميع رحلات الشركة إلى باقي مناطق العالم الأخرى تمر في أجواء طبيعية، مضيفة أن الأزمة تتركز في أوروبا حيث تتطور الأحداث فيها بشكل سريع وعلى مدار الساعة. وأشارت الشركة إلى أنه بمجرد فتح الأجواء الأوروبية، سيتم التعامل مع الحدث بشكل مختلف وتنفيذ برنامج لنقل الركاب، من خلال تسيير رحلات بطائرات بحجم كبير، واستخدام كل التسهيلات المتاحة لتسريع سفر جميع الركاب، بما في ذلك ركاب الترانزيت. ولم تتوقع مصلحة الأرصاد الجوية تغيرا قريبا في اتجاه الرياح، وهو العامل الوحيد الذي يمكن أن يريح «لارام» والشركات العالمية الأخرى من هذا الاضطراب، طالما أن البركان مستمر في قذف الغبار.