هل المال كل شيء في هذه الحياة؟ لست أدري.. ربما نعم، وربما لا!؟ فقد يكون مهما بالنسبة لكثيرين بشكل يتجاوز الهوس.. وفي الحياة تلقي المتطلبات المادية بظلالها على الجميع سواء تعلق الأمر بالساسة والمثقفين والفنانين وحتى الرياضيين، فللعلم فإن الرياضة قد أصبحت ثديا يدر الذهب بدل الحليب، إذن لماذا نستغرب أن ينتقل لاعب شاب كيوسف العربي إلى فريق الهلال السعودي مقابل سبعة ملايين يورو لعقد يمتد لأربعة سنوات، أما الراتب فمن دون شك سيكون مضاعفا عما كان يتلقاه رفقة كان الفرنسي... هذا أصبح حال اللاعبين المغاربة مع الخليج، جهة لا يمكن لأي لاعب يسعى وراء المال أن يرفضها في أية حال من الأحوال. فللعربي الحق في البحث عن دجاجة تبيض له راتبا مضاعفا ومجموعة من الحوافز التي لن يحصل عليها مع جنوى أو إشبيلية، فلماذا يضيع عليه الفرصة العمر؟ خاصة أنه لن يجد مشكلا كبيرا في الانسجام مع الفريق، فلا بد أن إدارة الهلال ستجمع بين لاعبها الجديد ومواطنه عادل هرماش الذي طار في رحلة العمر إلى الأراضي السعودية، مما يسمح بازدياد أواصر الصداقة بينهما، والتي قد تنقطع بشكل تدريجي مع المنتخب المغربي للكبار... لا ننكر أن الكثيرين لم يتوقعوا هذا السيناريو الغريب، فالكل رشح العربي للانضمام إلى إشبيلية أو فريق فرنسي آخر بعد فشله في الانضمام إلى جنوى لسبب غير معروف، والذي لن يكون في الغالب سوى خلاف مادي حول قيمة الصفقة أو الراتب الشهري للاعب، قبل أن تصطدم الجماهير بخبر انتقاله إلى زعيم الكرة السعودية، خبر نزل كالصاعقة على الجماهير التي صبت جام غضبها على غريتس، لأنها تظن أن هذا الأخير هو من فعلها وأقنع الطرفين بعقد القران، أقنع إدارة الهلال بجلب العربي، وأقنع العربي بالانضمام للفريق السعودي، هذا كلام الشارع وليس كلامي وإن كان منطقيا !!؟ النقطة التي تثير قلقي وقلق المغاربة، هو إذا ما كان بالفعل لغيريتس دور في هذه العملية غير المتوقعة، فلا دخان بدون نار!؟ ولا ننسى أن المغربي الآخر في فريق الهلال قد قال بأم لسانه، أن المدرب البلجيكي هو من أقنعه بالانتقال إلى الفريق السعودي، وبالتالي فإن غيريتس قد لعب دور وسيط في هذه العملية، خاصة وأن أخبارا تؤكد أنه قد قضى جزء من عطلته الصيفية بالأراضي المقدسة، ونجح خلالها في إقناع عميد لانس سابقا في الالتحاق بالقلعة الأهلاوية، وللإشارة فالمغريات المالية كانت كعكعة لم يكن بمقدور هرماش أن يقاومها، فكيف إذا أضافنا عليها تزكية من مدرب المنتخب. هل أصبح غيريتس وسيطا للاعبين يخطب ود المحترفين المغاربة لعقد قرانهم مع النادي السعودي؟ وهل هو مدرب للمنتخب الوطني وليس وكيل أعمال «يسمسر» في صفقات انتقالات اللاعبين، في وقت عليه التركيز على الجانب التقني والبدني للاعبين ورصد أدائهم مع فرقهم، ومن تم اختيار الأسماء التي تستحق حمل القميص الوطني، كما من المفروض عليه أن ينأى عن محاولة تقرير مصير لاعبيه فقط، لأنه الآمر الناهي في صفوف الكتيبة المغربية. تساؤلات يطرحها المتتبعون لأخبار المنتخب، وهو يعلمون أن هذا الأمر سيلقي بظلاله على أداء المنتخب بعدما بدأت عناصر مغربية في الاستجابة لنداء الأندية الخليجية التي تستعمل المال لضم اللاعبين، وما هي في الحقيقة إلا مقبرة لمواهب صاعدة ! كانت مع قليل من الصبر والانتظار أن تبصم على اسمها بقوة في أحد الدوريات الأوروبية، بدل الجري وراء رواتب خيالية على حساب قناعة شخصية بضعف الدوريات الخليجية فنيا وتقنيا. هرماش، ثم العربي، وقد يكون حجي في الطريق، ومن حسن الحظ أن السعيدي كان عاقلا ولم يفكر هو الآخر في اتخاذ قرار غير مدروس كهذا، واقتنع بفريقه الهولندي الذي يظل أفضل بكثير من أقوى أندية الخليج، مؤكدا أن مجموعة من المحترفين بأوروبا بات شغلهم الشاغل البحث عن الفريق الذي يدفع أكثر، وإن تفننوا في إيجاد تبريرات واهية تدفعهم لمثل هذه القرارات المتسرعة التي تفوح منها راحة الأوراق النقدية من فئة 100 يورو. الآن.. أصبحت أخشى أن يبدأ غيرتيس أو غيره، في الإعداد لهجرة كبرى لنجومنا بالقارة العجوز، قد تطال نجوما آخرين: فلا تستغرب في القريب العاجل إن وجدت الهلال السعودي أو فريقا آخر يضم بين صفوفه السعيدي في الهجوم وكارسيلا في الوسط وبنعطية في الدفاع..!!؟؟ «الله يحفظ»...