ارتفعت إلى 23 قتيلا حصيلة ضحايا خمسة أيام من الاشتباكات بين فصائل متناحرة في شمال اليمن، في حين قتل شخصان من أنصار الثورة اليمنية في اشتباكات مسلحة في تعز مع قوات حكومية قصفت فجر اليوم الأربعاء المدينة بعنف، في وقت أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون برينان من صنعاء ضرورة نقل السلطة فورا لتحقيق تطلعات الشعب. وتدور رحى الاشتباكات منذ الجمعة، وخلفت أيضا عشرات الإصابات في محافظة الجوف الشمالية (على الحدود الشمالية لليمن مع السعودية) بين أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض وجماعة الحوثيين. وقال مصدر في المعارضة إن القتال بدأ عندما رفض الحوثيون التخلي عن قاعدة للجيش احتلوها بعد فرار محافظ الجوف قبل شهرين. ووحدت الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 33 عاما الحوثيين مع المحتجين بمن فيهم حزب التجمع، لكن الخلافات بدأت تظهر مع استمرار الجمود السياسي في البلاد. وفي مدينة تعز (جنوب) سقط قتيلان وجرح آخرون بعدما قصفت القوات الموالية للرئيس اليمني ساحة الحرية في مدينة تعز وأحياء الروضة والمسبح وجبل جَرّه السكني بالمدفعية والدبابات والأسلحة المتوسطة. ويعد هذا القصف الأعنف للمدينة منذ اقتحام تلك القوات ساحة الحرية وإحراقِِ خيامها نهاية مايو الماضي. ووصف مراسل الجزيرة بالمدينة حمدي البكاري الوضع العام ب»المخيف» نتيجة الاشتباكات المستمرة في عدة أحياء وشوارع بالمدينة، من بينها شارع الستين. ويأتي التطور الميداني بعد لقاء موسع عقده شباب الثورة في الساحة بهدف توحيد الحركة الثورية الشبابية في المدينة. وتمخض عن اللقاء -الذي شارك فيه شباب من أحزاب المعارضة ومستقلون يمثلون عددا من الحركات والائتلافات الثورية- تشكيل لجنة للتحضير لمؤتمر عام من شأنه إقرار آليات تحقيق أهداف الثورة. في هذه الأثناء تمكن مسلحون قبليون في مديرية مودية بمحافظة أبين من تحرير المنطقة من أيدي مسلحي القاعدة. وقال أحد مسلحي قبائل آل صالح بمودية إن عمليات مسلحة قادها مشايخ القبائل نجحت في طرد جميع عناصر التنظيم، وإن رجال القبائل أحكموا سيطرتهم على المنطقة.