خرجت في مناطق سورية عدة مظاهرات رافضة للحوار الذي أطلقه النظام في دمشق وقاطعته قوى معارضة واصفة إياه بعدم المصداقية، ومن المفترض أن يصدر بيانه الختامي اليوم. يأتي ذلك بعد مهاجمة متظاهرين مؤيدين للنظام لسفارات الولاياتالمتحدة وفرنسا وقطر أول أمس في دمشق. وقد خرجت مظاهرات ليلية في البوكمال ومدينة دير الزور شرقي البلاد، وحمص وتلبيسة وسط سوريا، وحي الرمل بمدينة اللاذقية الساحلية، وبرزة وحي القابون بالعاصمة، ودوما بريف دمشق، وطالب المشاركون فيها بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. كما عبر المشاركون في المظاهرات عن رفضهم للحوار مع السلطة مشددين على أن الحل الوحيد يكمن في رحيل النظام وقيام دولة ديمقراطية. وتأتي هذه المظاهرات بعد مداهمات شنها الجيش السوري في كل من حمص وحماة أسفرت عن مقتل شخص وجرح أكثر من عشرين واعتقال عدد من المحتجين. ويقول نشطاء حقوقيون إن مئات السوريين من مختلف المشارب يعتقلون في شتى أنحاء البلاد أسبوعيا. وأضافوا أنه يوجد أكثر من 12 ألف سجين سياسي بالسجون السورية. وكانت أعمال اللقاء التشاوري للحوار الوطني قد تواصلت أمس في ظل مقاطعة كبرى هيئات المعارضة. ومن المتوقع أن يصدر بيانه الختامي اليوم. وتتهم المعارضة التي قاطعت اللقاء نظام الأسد بالخداع، لكن دمشق تصر على أن اللقاء يمهد لحوار وطني يفضي إلى نظام تعددي. ويناقش اللقاء دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة والآفاق المستقبلية وتعديل بعض مواد الدستور بما في ذلك المادة الثامنة التي تمكن حزب البعث الحاكم من احتكار الحياة السياسية، وعدم استبعاد وضع دستور جديد إضافة إلى مناقشة مشاريع قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام. وكان فاروق الشرع نائب الرئيس قد قال في مستهل اللقاء إن نظاما سياسيا تعدديا وديمقراطيا سينبثق من الحوار الوطني، وأضاف أن «لا رجعة عن الحوار». وقال مسؤول أميركي إن المهاجمين اعتمدوا «الطريقة الغوغائية» نفسها، لكن لم يصب أي أحد بأذى مضيفا أن السفير روبرت فورد كان في السفارة أثناء الهجوم ولم يكن في المنزل الذي لا يبعد كثيرا عن مبنى السفارة. وانتقد مسؤولون في السفارة الأميركية بدمشق تعامل السلطات السورية مع الهجوم الذي لم يصب فيه أي أميركي بأذى لكنه خلف بعض الأضرار، ووصفوه بالبطيء وغير الفعال. وفي سياق متصل قال مسؤول أميركي إن بلاده تستدعي دبلوماسيا سوريا في واشنطن للشكوى بشأن الهجوم، كما ستدين «بطء» الرد السوري و»التقاعس» عن حماية السفارة. من جانبها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن مجهولين فشلوا في اقتحام السفارة الفرنسية في دمشق، وذكر المتحدث باسمها برنار فاليرو أن الواقعة انتهت دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وهاجم محتجون أيضا مبنى السفارة القطرية في دمشق وقاموا بتحطيم الزجاج الخارجي للمبنى وحضرت قوات أمن سورية لإبعادهم.