أشعلت التصريحات التي أدلى بها المدرب محمد فاخر، للزميل محمد أبوسهل إذاعة «كازا-إف إم» والتي وجه من خلالها انتقادات مباشرة للمكتب المسير، خصوصا بعد إنفصاله عن فريق الرجاء البيضاوي عقب اجتماع حاسم مع الرئيس عبد السلام حنات. وقال فاخر أن المكتب المسير كانت له نية مبيتة بعدم تطبيق برنامجه الذي أعده قبل انتهاء البطولة ووافق عليه الرئيس، لكنه يفاجأ في نهاية الأمر بأن ذلك كان مجرد وعود فارغة، وبالتالي فإن استمراره مع الفريق أصبح مستحيلا في ظل الظروف التي انطلقت فيها استعدادات الرجاء بمدينة أكادير. يقول المثل الشعبي «باك طاح في السوق قال ليه من الخيمة اخرج مايل»، فالمشاكل انطلقت منذ البداية، فقد الفريق معسكره المغلق بمدينة أكادير بغيابات كبيرة، حيث لم تتعد التركيبة البشرية سوى 14 لاعبا بما فيهم الوافدين الجدد، وذلك لأسباب متعددة، منها الإصابات، التمرد، تجديد العقود، إضافة إلى الإستياء الذي كان ينتاب الجميع بسبب عدم توصل جل عناصر الفريق بالمستحقات المالية المتمثلة في الشطر الثاني من منحة التوقيع. حقيقة الأمر أن أي مدرب كيفما كانت أعصابه من حديد لايمكنه أن يشتغل في مثل هذه الظروف التي صاحبت معسكر الرجاء، لأنها كانت في طريقها إلى الإنفجار بين الفينة والأخرى، وهذا ما حدث بالفعل حيث كان أول ضحايا هذا الوضع انفلاتات بعض اللاعبين كبوشعيب لمباركي، الذي تم طرده من تربص الفريق بسبب عدم انضباطه، ثم محسن متولي الذي حزم حقائبه ليشد الرحال على الإمارات العربية لخضوعه لاختبار هناك مع إحدى الأندية المحلية. وفي الوقت الذي تعرض الفريق لهذا الزلزال، كان المكتب المسير يعقد جمعه العام العادي السنوي الذي لم يكن يقل سخونة عن ما شهدته مدينة أكادير، وكان القاسم المشترك بين الإثنين هو الأجواء المشحونة، والتي إن كانت قد عجلت برحيل فاخر فإنها أبقت على حنات لموسم آخر. فالجميع بمدينة أكادير كان يراقب الوضع عن كثب وما سيسفر عنه الجمع العام، لكن المفاجأة هو التصريح الذي أدلى به الرئيس عبد السلام حنات الذي قالها بصريح العبارة أمام المنخرطين أن الفريق سيعتمد على سياسة التشبيب وبالتالي لا يمكن أن تقوم الرجاء بمجموعة من الإنتدابات في كل سنة في الوقت الذي يتم إنفاق أزيد من 160 مليون سنتيم على الفئات الصغرى للنادي. تصريح اعتبره المدرب فاخر إخلالا بالوعود التي كان قد قطعها الرئيس على نفسه بتعزيز الفريق بسبعة لاعبين لسد الخصاص الذي يشكو منه الفريق في بعض المراكز، خاصة أن الأخير مطالب بالسير بعيدا في منافسات دوري عصبة أبطال أفريقيا، وهو مطلب كل الجماهير الرجاوية التي لا ترضى بغير ذلك. وما يثير الدهشة فعلا هو التحول الكبير الذي عرفه معسكر مدينة أكادير مباشرة بعد الإنفصال عن المدرب فاخر، حيث عاد أغلب اللاعبين الذين لم يرافقوا الفريق إلى هناك ودب حماس كبير بين الجميع، وتم صرف كل المستحقات المالية التي هي في ذمة المكتب المسير...و....و...و... لم نفهم ما وقع ولماذا هذا التحول الكبير الذي شهده الفريق في ظرف وجيز، ولماذا لم يتم الإنفصال بين الطرفين مباشرة بعد نهاية البطولة خصوصا بعد تلكؤ فاخر في تجديد عقده، ولماذا لم يتم مصارحة الأخير بالسياسة الجديدة التي ينوي الفريق اتبعاها خلال هذا الموسم، علما أن حنات كان قد أكد في وقت سابق أن عصبة الابطال هي من الأولويات. كلها أسئلة كان من المفروض الإجابة عنها من طرف المكتب المسير بدل التزام الصمت، خاصة أن ما وقع بالفريق ليس حدثا طارئا وأن ذلك كان مخططا له باعتبار أنه كان هناك فتور في العلاقات بين حنات وفاخر وأن ذلك بدا واضحا خلال إحدى البرامج التلفزية التي جمعت بين الإثنين بعد الفوز باللقب العاشر. كلمة أخيرة لابد منها، كان على فاخر مهما حصل أن لا يغادر معسكر الفريق بتلك الطريقة وذلك على بعد 10 أيام من المباراة الهامة أمام كوتون سبور الكاميروني، ومثل هذا السلوك لايجب أن يصدر عن مدرب متشبع بثقافة الإحتراف ويعتبره الجميع المدرب رقم واحد لسجله الحافل بالألقاب، وكذا لما يعرفه من صرامة كبيرة في التعامل مع اللاعبين، حيث كان عليه أن يمنح المكتب المسير فرصة أخيرة قبل الإنفصال وهو ما لم يفعله في نهاية المطاف.