دعا الناشطون المعارضون للحكم في سوريا مجددا أمس الجمعة إلى تحرك جديد تحت شعار «لا للحوار» مع نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبية في مختلف أنحاء البلاد. وكتب الناشطون على صفحتهم من موقع فايسبوك بعنوان «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» «أي حوار والدماء انهار، أي حوار والمدن تحت الحصار، الشعب يريد إسقاط النظام». وككل يوم جمعة بعد صلاة الظهر، يتجمع الناشطون في مختلف المدن خصوصا حماة (وسط)، وهم يبدون أكثر تصميما على المضي حتى النهاية في تحركهم الذي بدأ في 15 مارس رغم القمع الذي أسفر عن أكثر من 1300 قتيل من المدنيين. وأشار الناشطون إلى أن السلطات تحاول القضاء على حركة الاحتجاج في حماة (210 كلم شمال دمشق) حيث قتل 25 مدنيا بأيدي قوات الأمن منذ الثلاثاء. وفي مبادرة غير متوقعة، قصد السفير الأميركي إلى دمشق روبرت فورد حماة حيث سيظل فيها بحسب وزارة الخارجية الأميركية التي قالت إن مهمته «إجراء اتصال» مع المعارضة، بحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى. من جهة أخرى، شن المعارضون على صفحتهم من فايسبوك حملة لمقاطعة «التجار الداعمين للنظام القاتل في سوريا». وكتب على الصفحة الجمعة «لا تدفع ثمن الرصاص الذي يقتلنا» و»قاطعوا ممولي النظام». كما أعلن الناشطون أنهم يعدون للتحرك في 16 يوليو نحو الحدود التركية «من اجل اللاجئين.. من اجل المبعدين.. من أجل الام الضحايا»، في إشارة إلى آلاف اللاجئين السوريين إلى تركيا هربا من أعمال العنف في الشهرين الماضيين، إلا أن قسما كبيرا منهم عاد إدراجه. ومن المقرر أن تناقش هيئة الحوار الوطني التي شكلها النظام في 10 يوليو موضوع التعديلات التي تبحث حول الدستور ولا سيما المادة الثامنة منه على جدول أعمال اللقاء وطرح مشاريع القوانين التي تم إعدادها على اللقاء التشاوري وخصوصا قوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية والإعلام. لكن لجان التنسيق المحلية للمتظاهرين وبعض المعارضين ابدوا معارضتهم لها. وقال الحقوقي انور البني لوكالة الأنباء الفرنسية «في الحقيقة، لا جدوى من الحوار الآن، إذا لم يتوقف الحل الأمني وسحب القوى العسكرية والأمنية من الشوارع والتخلي عن استخدام الحل الأمني والقوة لقمع الشعب». ويأتي ذلك فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس السلطات السورية إلى «وقف» إعمال القتل المستمرة في هذا البلد حيث قتل 23 مدنيا برصاص قوات الأمن في حماة (شمال) منذ الثلاثاء. كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه الخميس انه «من غير المقبول» عدم تمكن مجلس الأمن من إدانة سوريا بسبب معارضة روسيا ووصف فرص قيام الرئيس السوري بشار الأسد بإصلاح النظام بأنها «معدومة». وقدمت أربع دول أوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال) منذ عدة أسابيع مشروع قرار يعتبر أن أعمال القمع في سوريا ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية «أن أكثر من مئة عائلة نزحت من مدينة حماة باتجاه منطقة السلمية (جنوب شرق حماة)».