الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للرباط سلا تطلق بتعاون مع المعهد الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا دورة تدريبية لفائدة التلميذات المتفوقات في مجال الرياضيات تحت عنوان «النساء والرياضيات» وبتعاون مع المعهد الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا ومركز الفيزياء والرياضيات بالمغرب، وبدعم من أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، اختارت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للرباط سلا زمور زعير إطلاق مشروع لفائدة المتفوقات في مادة الرياضيات على مستوى الجهة اللواتي حصلن على شهادة البكالوريا هذه السنة، عبر تمكينهن من خوض دورة تدريبية في البحث العلمي المرتبط بالرياضيات بمركز المعهد بإيطاليا على مدى أسبوع كامل. وأوضحت التيجانية فرتات مديرة الأكاديمية الجهوية للتعليم التيجانية فرتات خلال المنتدى الذي تنظمه بتعاون مع المركزين السالفي الذكر بثانوية مولاي يوسف بالرباط، (سيتم خلاله اختيار ثلاث تلميذات من بين أربعين من المتفوقات بالمؤسسات التعليمية بالجهة لخوض التجربة)، أوضحت «أن هذه المبادرة تروم التشجيع على رفع تحدي الغوص في مجال البحث العلمي أمام التلميذات المتفوقات التي غالبا ما ينتهي مسار تفوقهن الأكاديمي في هذا المجال مع الحصول على شهادة الباكالوريا، في حين أن الرياضيات هي العلم المؤسس لجميع العلوم الأخرى». وأضافت المسؤولة التربوية أن المبادرة تهدف أيضا إلى تحسيس الآباء والتلميذات المتفوقات في الرياضيات بأهمية استكمال بناتهن لمسارهن الدراسي في هذا المجال، مبرزة أن انخراط الفتيات باعتبارهن نساء الغد في مجال العلوم والبحث سيمكنهن ليس فقط من الحصول على الكفاءة بل سيجعلهن يمتلكن مفاتيح الوصول إلى مراكز القرار، قائلة في هذا الصدد «إن ما يلاحظ بالنسبة للنساء المغربيات والعربيات عموما خاصة اللواتي يكن متفوقات في مجال الرياضيات أثناء دراستهن الثانوية يعملن على إنهاء مسارهن التفوقي مبكرا ويتجهن للدراسة في مجالات أخرى بعد الباكالوريا، مما يضعف حضورهن مستقبلا بل ويفقد بلدانهن كفاءات ومواهب علمية هامة». وأكدت أن التقدم والديمقراطية بل وتحقيق التنمية البشرية لن يتم تحقيقه إلا عبر النساء وبحضورهن في مجال العلوم والابتكار الأمر وتواجدهن في مراكز القرار، معربة عن الأمل في أن تتمكن التلميذات المتفوقات في مجال الرياضيات من متابعة مسارهن الأكاديمي في هذا المجال وعدم إهدار تلك الملكة الخلاقة التي يتوفرن عليها في الرياضيات في مسارات تعليمية أخرى»، مشددة بالقول «إن التقدم العلمي يعد مسلكا لا يرتقي فقط بالكفاءات التي تعمل وتجتهد في عوالمه بل يعد حتى بالنسبة للدول مسلكا نحو السيطرة على العالم» . أما ممثل وزارة التعليم العالي والبحث بإيطاليا، فقد أشاد في بداية تدخله بالمسار الديمقراطي الذي ينهجه المغرب والذي توج بالمصادقة الشعبية على الدستور الجديد، مبرزا فيما يتعلق بهذه المبادرة بأنها تندرج في إطار التعاون بين المغرب وإيطاليا على مستوى البحث العلمي، ومشيرا في هذا الصدد إلى أهمية المبادرة والآفاق التي تفتحها أمام التلميذات المتفوقات لإبراز مقدرتهن في مجال البحث والتطور العلمي. هذا المنتدى الذي حضر افتتاحه أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات عمر الفاسي الفهري وعدد من الأساتذة والأطر التربوية بجهة الرباطسلا زمور زعير، ومجموعة من آباء وأولياء التلميذات المتفوقات في مادة الرياضيات، سيمتد تنظيمه على مدى ثلاثة أيام، إذ سيتم خلاله تنظيم عدد من التداريب والاختبارات لفائدة التلميذات المتفوقات وذلك تحت إشراف لجنة تضم كلا من البروفيسور راماداس راماكريشنان ممثل مركز الفيزياء النظرية بإيطاليا، والسعيدي الحسن مدير مركز الفيزياء والرياضيات بالمغرب والدكتورة في مجال الهندسة عبرة أم الخير والتي تشغل في ذات الوقت منصب رئيسة قسم الشؤون التربوية،أناسي السعدية مفتشة في مادة الرياضيات، وبوهيشية عبد القادر مفتش في الرياضيات أيضا. والمبادرة حسب عدد من المشاركين تروم بالأساس تمكين جيل جديد من النساء من الارتقاء في مجال البحث العلمي، بل وتغيير النظرة السائدة في مجال العلوم وجعل المنظومة برمتها تقبل بانخراط الكفاءات والمواهب العلمية للمرأة، خاصة وأن هناك حاجة ملحة في تشجيع ولوج المرأة إلى مجال العلوم والابتكار، والمساهمة في جعل المجتمع يلج بخطى ثابتة إلى عالم التطور والبحث العلمي.