حملة وطنية لجمع مليون توقيع من أجل إقرار قانون يجرم الظاهرة ومرتكبيها تتواصل الحملة الوطنية التي أطلقها الائتلاف من أجل حظر تشغيل الطفلات كخادمات في البيوت. حيث يعمل حاليا على جمع مليون توقيع وكذا على إعداد مذكرة سيتم رفعها إلى الحكومة لحثها على إصدار قانون خاص يجرم تشغيل الأطفال أقل من 15 سنة وبالأخص الطفلات في البيوت، على أن يتضمن عقوبات في حق المسؤولين عن الظاهرة بما فيها أسر الضحايا أو الأسر المستقبلة، وكذا السماسرة والوسطاء. وأكدت ثريا بوعبيد منسقة برنامج التربية والتوعية بحقوق الإنسان بمنظمة العفو الدولية فرع المغرب، في تصريح لبيان اليوم، أن تشغيل الطفلات الصغيرات كخادمات في البيوت يعد فضيحة في مجال حقوق الإنسان، على اعتبار أن السماح أو غض الطرف عن تشغيلهن يعد انتهاكا صارخا لحقوق الأطفال التي تحميها المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف المغرب منذ 1995، مبرزة أن ائتلاف حظر تشغيل الطفلات الذي تم تأسيسه في فبراير 2009 من طرف أربع جمعيات (منظمة العفو الدولية فرع المغرب، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية إنصاف، ومؤسسة شرق غرب)، كان قد أطلق حملة من أجل دفع الحكومة إلى إصدار قانون لحظر تشغيل الطفلات في البيوت أقل من 15 سنة، وكذا اتخاذ تدابير وسياسات عامة من شأنها ضمان المساعدة والدعم للأسر الفقيرة والتي تضطرها ظروف الحاجة إلى دفع أطفالها إلى سوق الشغل. وأكدت أن الائتلاف يعتبر، أن المغرب حقق الكثير في مجال حماية الأطفال، إلا أن ظاهرة تشغيل الأطفال لازالت تنتشر داخل المجتمع، وهذا الأمر يتطلب العمل على وضع قوانين وخطط لترجمة تلك الالتزامات المعلن عنها من طرف المغرب على مستوى الحياة اليومية للمواطنين، وخاصة عبر العمل على استئصال ظاهرة تشغيل الأطفال أقل من 15 عاما. وأضافت أن الائتلاف تمكن خلال يوم واحد فقط من جمع 3000 توقيع، وأن ذلك تم من خلال فضاء الخيمة التي تم تنظيمها يوم السبت بباب الأحد بالرباط، والتي شكلت مجالا تواصليا لتحسيس الجمهور العريض بالأخطار التي تحيط بتشغيل الطفلات، والعمل على تحرير 60 ألف طفلة من مافيا المتاجرة بالأطفال، وأن يتم ضمان حقوقهن في الحصول على التعليم والصحة والتمتع بطفولتهن كاملة. وأوضحت أن الائتلاف يعمل أيضا من أجل دفع الحكومة على تفعيل قانون إجبارية التمدرس حتى 16 سنة، على اعتبار أن الواقع يفند ما يتم الترويج له بشأن هذا القانون، حيث أن 60 ألف طفلة يشتغلن كخادمات في البيوت، هذا بالرغم من أنهن في سن التمدرس. فتغتصب منهن طفولتهن ويتعرضن لأبشع أنواع التعذيب، بل ويجردن من إنسانيتهن، قائلة إن «حالات الاعتداء التي تم فضحها تبقى قليلة بالنظر لما قد يكون على أرض الواقع». وأفادت، أن الائتلاف الذي يضم حاليا في عضويته حوالي 29 جمعية تتوزع على عدد من مناطق المغرب، سينظم خلال الشهور القليلة المقبلة لقاءات إقليمية وجهوية مع مختلف الأطراف المعنية بما فيها السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني وأسر الطفلات، وذلك في إطار مواصلة حملات التحسيس التي يتم القيام بها، ضد استغلال الآلاف من الطفلات اللواتي تحرمن من حقوقهن في التعليم والأسرة والصحة ويتعرضن للاعتداءات الجسدية والنفسية والجنسية.