مع بداية الموسم الدراسي الحالي 2021/2022 برزت من جديد مشكلة ازدحام الحجرات الدراسية بالتلاميذ، خاصة بالمستويين أولى إعدادي و الجدع المشترك. ففي عديد من المؤسسات التعليمية وصل عدد التلاميذ 45 تلميذا. وقد راسل بعض المدراء المديريات الإقليمية في الموضوع، وطالبوا بإحداث أقسام في المستويين بتخفيض عدد التلاميذ داخل الفصول الدراسية. لكن دار لقمان لازالت على حالها ولم تستجب المديريات الإقليمية لمطالب المدراء. إن قضية تكدس التلاميذ داخل الفصول الدراسية مشكلة اجتماعية مركبة تتداخل فيها عوامل كثيرة أبرزها التزايد السكاني وارتفاع نسبة الأمية. إن مشكلة ازدحام الحجرات الدراسية بالتلاميذ لا تسمح بتوفير أجواء مناسبة لتلقي الدروس نظرا لكثرة الضوضاء وهمس بين تلاميذ الصفوف والتعرض ل"كوفيد 19 "..كلها تنعكس سلبا على أداء المدرس. من المعلوم أن وزارة التربية الوطنية سبق لها أصدرت مذكرة تطالب فيها مدراء المدارس بعدم تجاوز 20 تلميذا بالفصل الدراسي حفاظا على سلامة وصحة التلاميذ. لكن الواقع شيء لآخر. فهناك مؤسسات تعليمية ممتلئة بالتلاميذ حيث يحتوي القسم ما بين 40و 45 تلميذا. إن مشكلة كثافة الفصول الدراسية تتكرر مع بداية كل موسم دراسي. ولا يكاد يمر موسم دراسي دون تسجيل تصريحات المسؤولين بضرورة القضاء عليها والتوزيع في بناء المدارس. ولكن دائماً ما يتحدثون عن عائق التكلفة المالية وعدم توفر الوعاء العقاري.كما أن كل المشكلات المرتبطة بضعف مخرجات العملية التعليمية سببها الرئيسي هو ارتفاع كثافة الفصول الدراسية. فكلما زاد عدد التلاميذ في الفصل الدراسي تعددت الفروق الفردية وتباينت مما يلقي على المدرس عبئا إضافيا لا يستطيع القيام به وهو أن ينوع في إجراءات وأساليب التدريس بالشكل الذي يقابل تنوع الفروق الفردية. وهذا صعب على الإطلاق في ظل الزمن المخصص لكل حصة دراسية. إن ازدحام الحجرات الدراسية بالتلاميذ لا تتيح للمدرس أن يجيب على جميع الأسئلة التعليمية في ظل كثافة الفصول الدراسية. كما أنه لا يستطيع أن يعطي اهتماما لضعاف المستوى من جانب، والمتفوقين من جانب آخر، إضافة إلى تأثيرات أخرى نفسية واجتماعية حيث تتسبب في كراهية التلاميذ للمدرسة. وتولد أيضا لدى المدرس كراهية المبنى المدرسي وأداء العمل. ولا تساعد المدرس كذلك على ابتكار طرق تدريس حديثة ولا تعطيه فرصة للحوار والنقاش وتنمية مهارات التفكير. نتمنى من الجهات المعنية بالموضوع العمل على تدارك مشكل اكتظاظ الفصول الدراسية لأنها تلغي كل الجهود التربوية التي يبذلها نساء ورجال التعليم. والدولة بطبيعة الحال لا يمكنها أن تحل كل المشكلات التعليمية القائمة وعلى رأسها العجز الشديد في بناء المدارس وصيانتها لضعف الميزانية المخصصة لقطاع التربية والتعليم. لذا على أصحاب المقاولات العقارية ومنظمات المجتمع المدني والخواص ورجال الأعمال التبرع ببناء مدارس جديدة تستجيب لمتطلبات الأعداد المتزايدة على المدارس العمومية . خليل البخاري