استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد في رام الله وفدا من حزب ميريتس الإسرائيلي في لقاء هو الثاني بينهما في غضون شهر، وفق ما أفادت مصادر الطرفين. وضم الوفد رئيس حزب ميريتس ووزير الصحة في الحكومة الإسرائيلية نيتسان هوروفيتش ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج وعضو الكنيست ميخال روزين. وأكد عباس "أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية"، وفق ما أفادت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية. كما أكد "وجوب وقف الاستيطان والاجتياحات وهدم البيوت وترحيل المواطنين من القدس، واسترجاع جثامين الشهداء". في المقابل جدد وفد ميرتس دعمه لحل الدولتين من أجل إنهاء النزاع وضرورة بناء الثقة بين الجانبين. وكتب هوروفيتش على تويتر "لدينا مهمة مشتركة"، مضيفا "الحفاظ على الأمل في سلام يستند إلى حل الدولتين"، مرفقا تغريدته بصورة تجمعه مع عباس خلال اللقاء. وتعرض هوروفيتش زعيم ميرتس لانتقادات شديدة من قبل اليمين الإسرائيلي بسبب لقاءاته مع عباس. لكن بعد اللقاء قال مصدر مقر ب من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت إنه "لا عملية سلام جارية مع الفلسطينيين، ولن يحصل ذلك". وجاء اجتماع الأحد بينما أجرى قادة من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة محادثات في القاهرة بشأن تبادل محتمل للأسرى مع إسرائيل. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 شتنبر، طالب عباس الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام وأمهل إسرائيل عاما واحدا للانسحاب من أراضي 1967. من جهتها، تعقد حركة حماس بالقاهرة سلسلة اجتماعات برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، مع مسؤولين مصريين تتناول ملف الأسرى والحصار وجهود إعمار قطاع غزة. وبحسب وسائل إعلام محلية، يبحث قادة حركة حماس الذين يمثلون قطاع غزة والضفة الغربية وخارج فلسطين، مع كبار المسؤولين الأمنيين المصريين مسألة التهدئة في غزة وصفقة تبادل الأسرى وإعادة الإعمار. ونقلت ذات المصادر عن المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم أن وفد الحركة الذي وصل الأحد إلى القاهرة سيجري مباحثات تتركز حول العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الفلسطينيين. وذكر المتحدث أن المباحثات تتضمن ملفات تتعلق بتحسين الأوضاع الإنسانية وتخفيف الحصار الإسرائيلي على القطاع وإعادة الإعمار، مؤكدا أهمية الدور المصري في خطوات تخفيف الحصار. وأشار إلى أن ملف صفقة تبادل الأسرى يشهد طرح العديد من الأفكار من قبل عدة وفود تأتي إلى القطاع، مشددا على دور مصر في الملفات المتعلقة بشأن الصفقة. يذكر أن مصر كانت قد أعلنت استضافة اجتماعات الفصائل الفلسطينية في يونيو الماضي لمناقشة ملفات عالقة والوصول لتوافقات حولها، تمهيدا لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني والاتفاق على آليات إعادة إعمار غزة، إلا أنها عادت وقررت التأجيل لمنح الفصائل فرصة للتشاور. وقررت مصر وقتها منح الفصائل مزيدا من الوقت للتشاور والوصول إلى تفاهمات حول خلافات مرتبطة بملفات جذرية، يعتبرها الفلسطينيون سببا للانقسامات، ومن هذه الملفات وضعية منظمة التحرير الفلسطينية والانتخابات.