بعد تضامني إنساني يكرس الدور الفعال للرياضة في التقارب بين الشعوب أسدل الستار في أجواء احتفالية حميمية على منافسات الدورة الثالثة لكأس الإعلام 2011، التي تجمع كل سنة بين الإعلاميين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين والتي خصصت هذه السنة لكرة القدم، بحفل عشاء ساهر أقيم مساء يوم السبت بأحد الفنادق الكبرى لمدينة مراكش. وشكلت هذه الأمسية فرصة لتكريم فريق كرة القدم للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، الفائز باللقب، وفريق الصحفيين الرياضيين الفرنسيين، الذين مثلوا الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية ولاسيما القنوات التلفزية (تي إف 1 وفرانس 24 والقناة الإخبارية إل سي إي)، واللذين أبانا عن تنافسية كبيرة وروح رياضية عالية على أرضية الملعب الجديد لمدينة مراكش. وخلال هذا الحفل تم توزيع جوائز على أفضل لاعب في الدورة وأحسن اللاعبين في صفوف الفريقين، الذين أبان بعضهم عن تقنيات ومهارات كبيرة، خلال المباراة التي انتهت بفوز الفريق المغربي بالضربات الترجيحية 4-5، بعد انتهاء الوقت القانوني بالتعادل (4-4). وفي مبادرة هي الأولى من نوعها، تم منح جوائز للصحفيين المغاربة أصحاب أفضل تغطية رياضية في الإعلام السمعي البصري (هشام بناني - راديو مارس) وفي الصحافة المكتوبة (أمين بيروك - مجلة ستاديوم) فضلا منح جائزة لأحد الصحافيين الفرنسيين صاحب أفضل مدونة رياضية على الشبكة العنكبوتية. كما شكل هذا الحدث فرصة للجمعية المغربية للصحافة الرياضية لتكريم السيدة كارين فوفي، المؤسسة لكأس الإعلام، والسيدة زكية أبو إبراهيمي، منسقة التظاهرة في المغرب إضافة إلى إثنين من الصحفيين الرياضيين الفرنسيين وفي كلمة له بالمناسبة، ثمن بدر الدين الإدريسي, رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية مبادرة الإعلاميين الفرنسيين الحميدة، بحرصهم على إقامة هذا اللقاء الكروي في مدينة النخيل تضامنا مع ضحايا الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مؤخرا مقهى «أركانة» بساحة جامع الفنا بمراكش «مدينة السلم والتسامح والتعايش». وأشار الإدريسي إلى أن هذا اللقاء، الذي يجمع بين ممثلي وسائل الإعلام الرياضية المغربية ونظرائهم الفرنسيين والذي يتزامن هذه السنة مع تخليد الذكرى 40 لتأسيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، من شأنه أن يساهم في تعزيز العلاقات التي تجمع بين المغرب وفرنسا ويكرس الدور الهام والفعال الذي تلعبه الرياضة في التقارب بين الشعوب. وقبل انطلاق هذه المباراة، التي شارك فيها أيضا بعض نجوم كرة القدم السابقين بالبلدين كميري كريمو ومصطفى يغشى وعزيز بنيج عن الجانب المغربي، وديديي سيكس وباتريك مبوما عن الجانب الفرنسي، تم الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي، الذي كانت مقهى «أركانة» بجامع الفنا بمراكش مسرحا له. كما تميز هذا اللقاء الرياضي الحميمي بالإعلان عن ميلاد أول دورة ل»كأس مراكش لكرة القدم السباعية»المخصصة للاعبين الذين تفوق أعمارهم 35 سنة، والتي ستقام بالملعب الكبير لمراكش يوم 9 يوليوز المقبل. وقال الدولي الفرنسي السابق ديديي سيكس، منظم هذه التظاهرة في ندوة صحفية عقدها يوم السبت بالملعب الكبير بمراكش «إن هذه الكأس ستعرف مشاركة فريقين وطنيين كبيرين، وهما الفريقان المغربي الذي شارك في مونديال 1998 ونظيره الفرنسي، بالإضافة إلى منتخب يضم نجوم إفريقيا «النجوم السوداء». وحسب ديديي سيكس، فإن هذا التظاهرة، التي ستنظم تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة بمساهمة الدولي المغربي السابق مصطفى حجي صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لعام 1998، تندرج في إطار روح ومباديء كأس الإعلام المتمثلة في تعزيز العلاقات النموذجية التي تربط بين المغرب وفرنسا، ومد جسور التواصل والتبادل بين الرياضيين والإعلاميين الفرنسيين والمغاربة. يذكر أن هذه التظاهرة، التي كانت تنظم عادة بمدينة كورشوفيل الفرنسية، أقيمت لأول مرة خارج فرنسا في رياضة التزحلق على الجليد بمحطة أوكايمدين في فبراير 2009. فيما أقيمت الدورة الثانية في رياضة الغولف بمدينتي فاس ومكناس في أكتوبر 2010. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة عرفت مساهمة طيبة لمجموعة من الشركاء كوزارة الاتصال، المغربية للألعاب والرياضة، المكتب الوطني، فوت ايكسبو، مؤسسة السعدي الفندقية، وغيرها من الجهات التي كان دورها حاسما فيما يخص تمويل هذه التظاهرة، ذات الأبعاد التضامنية والإنسانية.