كنت أنتظر من مدرب المنتخب الأولمبي الهولندي بيم فيربيك أن يحاول تغيير بعض قناعاته حول طريقته في اختيار اللاعبين الذين سيمثلون منتخبنا الوطني في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى أولمبياد لندن، وكنت أنتظر من فيربيك أن ينظر بعين الرضا إلى لاعب أولمبيك أسفي حمد الله عبد الرزاق، هذا الأخير أصبح في كل مرة ينزل فيها إلى أرضية الميدان يتقمص دور البطل المنقذ للمنتخب الأولمبي، علما بأنه سجل إلى الآن ثلاثة أهداف في أربع مباريات وهو معدل تهديفي يثبت أنه يستحق المشاركة أساسيا، أو على الأقل أن يحظى من السيد بيم بفرصة لتجربة أدائه كأساسي بعد أن أثبت بجدارة أنه أفضل لاعب بديل في الوقت الراهن بالمنتخب الأولمبي. مشكلة فيربيك أنه مازال مقتنعا أكثر من اللازم بضرورة حضور المحترفين ولو كان الأمر على حساب لاعبين أكفاء ولكنهم يمارسون ببطولتنا الوطنية، والدليل أن حمد الله أنقذ فيربيك في مناسبتين رغم دخوله بديلا في أغلب اللقاءات، بينما بعض العناصر التي ترتدي أقمصة أندية أجنبية تشغل مكانا في المنتخب الأولمبي على حساب عناصر محلية يمكنها أن تضيف الكثير لتشكيلة فيربيك، ولن يشفع لها تأهلها إلى الدور الثالث بتلك الطريقة المخجلة لأن إرهاصات السقوط بدأت في الظهور... الأدهى هو أن بعض المحترفين يمارسون في دوريات جد متوسطة ودون أن ننسى أن أداءهم هو الآخر جد متوسط للعب لصالح المنتخب الأولمبي، ولا شك أن فريق فربيك سيسقط في أول اختبار حقيقي عندما يواجه واحد من كبار القارة السمراء. بعضهم يحاول إيجاد ذرائع لسقطات فيربيك وأشباله، ويطالبون بمنحه المزيد من الوقت لكي ينجح في بناء منتخب أولمبي قوي يقف ندا للفرق الكبيرة سواء في التصفيات أو لما لا في منافسات الألعاب الأولمبية؟ هذا إن نجح زملاء فتوحي في التأهل، وهو ما نتمناه ولكن تعترينا الشكوك حول إمكانية حدوثه. يبدو أن فرحة التأهل هي من أنست هؤلاء أن منتخبنا الذي وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة بضربات الحظ، وأن استمرار فيربيك في عناده وعدم تغيير عقليته المتصلبة تجاه اللاعب المحلي سيضر كثيرا بالمنتخب الأولمبي، خاصة وأنه قد أبان عن أفق محدود بعدم اعتماده على بعض عناصر المنتخب الأول كتاعرابت أو كارسيلا أو بلهندة، علما أنه لا يوجد أي نص يمنع حضورهم ما داموا يملكون السن القانوني للمشاركة في الألمبياد. صحيح أن اللقاء كان ضعيفا ولم يرق إلى المستوى المنتظر من كلا الطرفين، وقد نتعجب إن علمنا أن الأداء الطيب الذي قدمه الكونغوليون بالدار البيضاء كان أفضل وبكثير من أدائهم على أرضية دي مارتيز، ربما لأن المدرجات كانت فارغة!!؟ فضياع الكثير من الكرات واللعب العشوائي كان أبرز سمات المقابلة من الجانبين، والمنتخب الكونغولي كان هو صاحب المبادرة بحكم أن نتيجة التعادل السلبي لن تخدم مصالحه وهدف واحد يكفيه للقضاء على آمال المغاربة في الاستمرار في مغامرتهم الإفريقية... لكن إلى متى سيتمر هذا الأداء الباهت من طرف المنتخب الأولمبي؟ فالنتائج التي حققها في المباريات السابقة سواء كانت رسمية أو ودية لا تبعث على الاطمئنان، خاصة وأن الحظ وقف مع منتخبنا مرات عدة، وبالتالي فمن المجازفة أن نستمر في انتظار كرات ثابتة أوأخطاء دفاعية للخصم لنتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية كتأهل إلى لدور الثالث، بموازاة أداء ضعيف لمجموعة من اللاعبين يدفعنا إلى طرح سؤال حول أحقيتها في تمثيل المنتخب الأولمبي الذي سيكون بمثابة بوابة للوصول إلى منتخب الكبار. مشكل آخر، وهو أننا أصبحنا محدودي الطموح فأكثر ما يمكن أن يتمناه المغربي أن يشاهد منتخب بلاده في إحدى البطولات الكبرى، أما الدخول في منافسة ولو محدودة للوصول إلى دور متقدم من البطولة فإنه أمر غير مقبول، لأن المنتخب المغربي وكباقي المنتخبات العربية أصبح مجرد أداة لتأثيث هذه البطولات حتى ولو كان البلد المضيف.