بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة/ جهة فاس- مكناس)، وفي إطار أنشطة الدورة الثانية للملتقى الوطني للثقافة والفكر بفاس (يومي 9 و 10 يوليوز الجاري)، تنظم مؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل حفلا تكريميا للفيلسوف والمترجم والناقد السينمائي المغربي الدكتور عز الدين الخطابي الريفي، وذلك بدار الثقافة (قرب ساحة لافياط/المقاومة) ابتداء من الثالثة والنصف عصرا من يوم السبت 10 يوليوز 2021. وسيشكل هذا الحفل التكريمي مناسبة لتقديم وتوقيع الكتاب الجماعي "حذق المعرفة" المتضمن لقراءات وشهادات في تجربة عز الدين الخطابي الثرية في التأليف والترجمة لنصوص في الفلسفة والسينما والتربية والعلوم الإنسانية عموما. ومعلوم أن هذا الكتاب الجماعي، الصادر عن مؤسسة مقاربات ضمن سلسلة "تجارب كتابية"، قدم له الدكتور أحمد شراك ونسق بين مواده الدكتور جمال بوطيب وشارك فيه الأساتذة والباحثون: أحمد شراك، عبد الرحيم العطري، محمد فاضل، كريمة الوزاني الطيبي، عبد الله الطني، محمد منادي إدريسي، عمر الوكيلي، أحمد سيجلماسي، صلاح بوسريف، إدريس كثير، زهور حوتي، فريد بوجيدة، عبد العالي الشداوي، حاتم أمزيل، نادية حرف، عبد الحق منصف. بطاقة تعريفية بالمحتفى به: الدكتور عز الدين الخطابي الريفي، الباحث الأكاديمي والمترجم، مثقف نشيط على واجهات عدة. أصدر لحد الآن ما لا يقل عن مائة كتاب موزعة بين كتب فردية (تأليفا أو ترجمة) وأخرى ثنائية (خصوصا مع صديقه الباحث إدريس كثير) وثالثة جماعية (عبارة عن تجميع لأشغال ندوات فكرية وعلمية). تنتمي مواضيع هذه الكتب بصفة عامة إلى السينما كفن وتفكير، وإلى مختلف العلوم الإنسانية وعلى رأسها الفلسفة والسوسيولوجيا والإثنولوجيا والأنثروبولوجيا وعلوم التربية. وهي حقول معرفية مختلفة، متداخلة ومتكاملة فيما بينها، تعكس مسارا تكوينيا رصينا نوجزه فيما يلي: المسار الدراسي والمهني: ازداد عز الدين الخطابي بفاس يوم 31 دجنبر 1952، وتابع دراسته الابتدائية بمدرسة البليدة بالمدينة القديمة ما بين 1959 و1965، والإعدادية والتأهيلية بثانوية مولاي إدريس ببوجلود ما بين 1965 و1972. بعد حصوله على شهادة الباكلوريا في الآداب العصرية سنة 1972، انطلقت مسيرته الجامعية كطالب في شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (ظهر المهراز) إلى أن حصل على الإجازة في السوسيولوجيا سنة 1977 بعد إنجاز بحث حول الحياة الاجتماعية لدى البدو الرحل بشرق المغرب، الشيء الذي خول له الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط (جامعة محمد الخامس) والحصول على دبلومها سنة 1978، وهي السنة التي شهدت بداية مسيرته المهنية كأستاذ للفلسفة بثانوية أم البنين بفاس إلى حدود سنة 1996. بالموازاة مع عمله كمدرس للفلسفة حصل الأستاذ الخطابي على شهادة الدروس المعمقة في السوسيولوجيا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1982 (تخصص: نظريات اجتماعية) بعد إنجازه لبحث حول موضوع "الماركسية والإسلام". وفي سنة 1990 ناقش أطروحته في موضوع "الحياة الاجتماعية بفاس بين التقليد والحداثة" ونال بها شهادة الدكتوراه في الإثنولوجيا من جامعة نيس بفرنسا، الشيء الذي أهله علميا ليلتحق بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس (شعبة الفلسفة) ويعمل بها أستاذا باحثا ومنسقا لماستر الفلسفة والتربية من 1996 إلى 2018، وهي سنة تقاعده الإداري. نصف قرن من العطاءات المختلفة: كثيرة هي الأنشطة التي شارك فيها الأستاذ عز الدين، منذ سبعينيات القرن العشرين إلى يومنا هذا، في مجالات عدة، نضالية وفنية وجمعوية وفكرية وتربوية وعلمية وغيرها، بحيث يصعب تلخيص حصيلة ما يقارب نصف قرن من هذا المجهود العلمي والثقافي والنضالي في سطور. يكفي أن أشير إلى أن الجمع بين التكوين الفلسفي الرصين والإنتماء إلى حركة الأندية السينمائية في عصرها الذهبي قد أفرز جيلا من الباحثين السينمائيين المتخصصين في شؤون السينما نظريا، إلى جانب تخصصاتهم الأصلية في الفلسفة والعلوم الإنسانية، نذكر منهم على سبيل المثال الأساتذة نور الدين الصايل (1947- 2020) ومحمد الدهان (1953- 2013) ومصطفى المسناوي (1953- 2015)، رحمهم الله، ومحمد نور الدين أفاية وعز الدين الخطابي وإدريس القري وفريد بوجيدة وإدريس كثير ومحمد اشويكة … فهؤلاء المثقفون وغيرهم أغنوا ثقافتنا السينمائية بكتاباتهم وأفكارهم ومواقفهم، وساهموا بشكل من الأشكال في الحركية السينمائية التي تشهدها بلادنا على مستويات عدة.