حذر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، من الارتفاع المضطرد لحالات الإصابة بفيروس كورونا بالمملكة، مشددا، خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين، أول أمس الثلاثاء، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية لتفادي أية انتكاسة وبائية. وتابع العثماني أن الأشخاص المستكملين لعملية التلقيح ضد الفيروس، هم أيضا ملزمون بالاستمرار في التقيد بهذه التدابير الوقائية، كونهم ليسوا بالضرورة محميين من الإصابة بالوباء، وأن الكثير منهم أصيبوا بالمرض رغم تلقيهم الجرعتين من اللقاح ضد الفيروس، مضيفا، أن العودة إلى الحياة الطبيعية مشروطة ببلوغ المناعة الجماعية عبر عملية التلقيح الوطنية كونها السبيل الوحيد للوقاية من الفيروس ومتحوراته. من جهة أخرى، أكد رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة عبد الكريم مزيان بلفقيه، أول أمس الثلاثاء، أن الحالة الوبائية في المغرب تسجل تغيرا واضحا في مؤشراتها، مما يفيد بحساسية المرحلة القادمة، مشددا، خلال تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة للفترة ما بين 22 يونيو و05 يوليوز، على ضرورة استدراك الموقف بكل حزم ومسؤولية وتوجيه المنحى إلى الاتجاه الصحيح، تجنبا لانتكاسة وبائية تبدد وتهدم كل المكتسبات على مستوى التحكم الوبائي والنتائج الإيجابية للحملة الوطنية للتلقيح. هذا، وتفاقم معدل تكاثر فيروس "كوفيد-19" ليبلغ 1.3خلال الأسبوعين الماضيين بالمملكة، بحسب ما أفاد به بلفقيه، كاشفا عن ارتفاع بين ناهز 61.1 بالمائة في عدد الحالات الإيجابية المسجلة بالمغرب. وأضاف نفس المسؤول، أن معدل التوالد بعيد عن الهدف المسطر في المخطط الوطني للرصد ومكافحة "كوفيد-19″، المتمثل في 0.7، وأن المقارنة بين الأسبوع الماضي والأسبوع الذي سبقه، تظهر أن الارتفاع في عدد الحالات الإيجابية، شمل كل الجهات دون استثناء، موضحا، أن نسبة هذا الارتفاع في عدد الحالات الإيجابية لم تكن تتعدى، منذ أواخر ماي الماضي، 10 بالمائة، غير أن منظومة الرصد الصحي بدأت تسجل، مع بداية منتصف شهر يونيو، ارتفاعا مضاعفا تخطى 61 بالمائة خلال الأسبوعين الأخيرين، مما يترجم سرعة الانتشار الميداني للفيروس. وموازاة مع ارتفاع الحالات خلال هذين الأسبوعين، يضيف بلفقيه، ارتفعت نسبة الإيجابة بدورها من 3.31 بالمائة إلى 4.56 بالمائة، مشيرا إلى أن أعلى نسبة سجلت بجهة الدارالبيضاء- سطات "10.44 بالمائة"، وأدنى نسبة بجهة بني ملال-خنيفرة "0.74 بالمائة". وتابع المصدر نفسه، أن العدد الأسبوعي للكشوفات واصل ارتفاعه، بحيث انتقل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من 58 ألف كشف في الأسبوع إلى 81 ألف في الأسبوع ما قبل الماضي، ثم إلى أكثر 105 آلاف كشف خلال الأسبوع الماضي، أي بنسبة زيادة فاقت 23 بالمائة، ليصل بذلك مجموع التحاليل بالمملكة لما يناهز 6 ملايين و373 ألف و617 اختبارا إلى حدود بداية الأسبوع الماضي. وسجلت المنظومة الصحية، كذلك، ارتفاعا مؤكدا في عدد الحالات النشطة، إذ انتقلت من 3732 حالة نشطة تم تسجيلها منذ أسبوعين، إلى 5535 حالة نشطة يوم الاثنين الماضي، أي بارتفاع ناهز 48.3 بالمائة. وبدوره، عرف عدد الحالات الحرجة الجديدة التي يتم استشفاؤها في أقسام العناية المركزة ارتفاعا خلال الأسبوعين الماضيين، إذ انتقل من207 حالة إلى 236 حالة "زائد 12 بالمائة"، والمنحى ذاته شهده التطور الأسبوعي للمعدل اليومي للحالات بأقسام الإنعاش تحت التنفس الاصطناعي، وكذلك منحنى الوفيات النصف شهري "زائد 7.7 بالمائة". وبعد أن أشار المسؤول إلى أن عدد الحالات الإيجابية المؤكدة بلغ، إلى حدود مساء الاثنين الماضي، 534 ألف و797 حالة مؤكدة، أبرز أن معدل الإصابة التراكمي يقارب 1469 حالة لكل 100 ألف نسمة، مسجلا أن هذه النسب والمؤشرات تمنح المغرب الرتبة 43 عالميا، والثانية إفريقيا بالنسبة لعدد الحالات الإيجابية. وبالنسبة للوفيات، يضيف المسؤول، التي سجلتها المنظومة الصحية إلى حدود مساء أمس، فقد بلغت 9329 حالة وفاة مؤكدة، بنسبة إماتة وطنية مستقرة في1.7 بالمائة، مقارنة بنسبة عالمية تقدر ب 2.2، فيما بلغت نسبة الشفاء 97.2 بالمائة. وجدد المسؤول مناشدة جميع المواطنات والمواطنين بالتحلي بروح المسؤولية واليقظة من أجل المضي قدما في الحفاظ على المكتسبات وإنجاح إجراءات التخفيف. أما بخصوص جديد الوضعية الوبائية خلال ال24 ساعة الماضية بالمملكة، فقد عرفت فيها حالات الإصابة ارتفاعا كبيرا وصل معه العدد إلى 1177 حالة، مقابل 856 حالة شفاء، وسبع وفيات. أما عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للكوفيد فبلغ 10 ملايين و160 ألف و373 شخصا، بينما وصل عدد المتلقين للجرعة الثانية إلى 9 ملايين و194 ألف و976 شخصا. وتعتبر جهة الدارالبيضاء – سطات الأكثر تضررا من حيث عدد الإصابات الجديد ب 653 حالة.