مفكرون وجامعيون من المغرب وإسبانيا يقاربون «جدلية التاريخ والمستقبل» بمدينة العيون اختارت مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط وجمعية منتدى البدائل، مدينة العيون لتنظيم منتدى ابن عربي في دورته الثالثة عشرة حول موضوع «جدلية الذاكرة والمستقبل»، وذلك بتعاون مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي للتنمية، ومركز الدراسات تيريس، وجمعية عصبة حقوق الإنسان بالصحراء. فمن المنتظر أن تمتد طيلة يومي 18و19 يونيو الجاري فعاليات هذا المنتدى الفكري الذي يعد فضاء للحوار، والتفاعل والتفكير سواء على المستوى الجامعي أو على مستوى المجتمع المدني ، والذي تندرج دورته في إطار برنامج المعتمد للتعاون الاسباني – المغربي الذي دأب منذ أكثر من عشرين عاما، عبر برنامج مكثف من الأنشطة، على دعم احترام التنوع وقيم الديمقراطية والتبادل بين مجتمعي البلدين. إذ سيجمع منتدى ابن عربي الذي انطلق منذ سنة 1994، أساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين ينتمون للمغرب وإسبانيا البلدين الجارين على ضفتي المتوسط من أجل مقاربة موضوع «جدلية الذاكرة والمستقبل «ليشكل بذلك لحظة لمقاربة التاريخ وإعادة قراءة التاريخ الذي ترتهن كتابته في الغالب بمصالح سياسية، اقتصادية، دينية، عرقية..،حسب ما أفاد به المنظمون فالمنتدى خلال هذه الدورة التي ستحط رحالها بالجنوب المغربي والذي سبق واحتضنت دوراته عدد من المدن المغربية والأوربية خاصة الإسبانية منها لاكيلا، طليطلة، ساراييفو، ماردة، الرباط، كاثيريس، الدارالبيضاء، مرسيليا ومدريد ،وتناول فيها مفكرون وأساتذة جامعيون مواضيع مختلفة « إسلام آخر، غرب آخر؛ الذاكرة في خدمة الإنسانية؛ المواطنة الكونية؛ من أجل حوار الحضارات؛ التعارف المتبادل يبني السلام»،ستكون امتدادا لروح تلك الدورات التي كانت لقاءات فكرية بامتياز تم خلالها الاحتفاء بروح الفيلسوف الكبير والشاعر ابن عربي،والتي وضعت نصب أعينها كهدف، توحيد الأصوات، من مختلف المجالات والثقافات، التي تسعى إلى ضمان استمرار الحوار كنموذج فكري وأخلاقي للتعايش باعتباره مبدأ عريقا للحضارة الإنسانية. فمن المقرر أن يحضر هذه الدورة التي يشرف عليها كل من الأساتذة العربي الحارتي و عبد الرحيم بنحادة، وخوسي مونليون، شخصيات من المغرب وإسبانيا من ضمنهم محجوب الهيبة المندوب الوزاري لحقوق الإنسان،و محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووائل بنجلون رئيس جامعة محمد الخامس-أكدال-، البشير الدخيل رئيس جمعية منتدى البدائل، أنخيلا مونليون المنسقة العامة لمؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، وجامع بيضا مدير مؤسسة الأرشيف الوطني وأستاذ التاريخ، بجامعة محمد الخامس بالرباط ،أحمد حرزني الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وفاطمة أبورتو نائبة برلمانية ، ومباركة بوعيدة نائبة برلمانية ، الحبيب المالكي ، فاطمة الزهراء طموح باحثة بمعهد الدراسات الإفريقية، أليسيا دي لا هيكيرا جامعة غرناطة، ، محمد كنبيب أستاذ التاريخ ،وذ. الموساوي عجلاوي ،و إيغناسيو فوركادا أستاذ القانون الدولي بجامعة كاستيا – لامنتشا، ،و أدريان مندوزا كريمون رئيس جمعية لايرا، وعبد الرحمان المودن أستاذ التاريخ ، ميغيل أنخيل بويول عن مركز الدراسات الاسبانية - المغربية. و أبرزت ورقة أعدها المنظمون حول اختيار موضوع الدورة الحالية للمنتدى، بأن التاريخ هو نتاج للإنسان، وغالبا ما تكون كتابته مرهونة بمصالح سياسية، اقتصادية، دينية، عرقية... لكن دوره هو وضع نسق للذاكرة مشيرة إلى أن الشعوب في حاجة إلى استرجاع هذه الذاكرة، والتاريخ هنا يساعد على البوح بالماضي والكشف عبره عن تجارب صادمة، و اعتبرت أن إعادة قراءة التاريخ يعد أنجع طريقة لبناء المستقبل؛ مستقبل يستجيب لمتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية. وفي هذا السياق أكدوا على أن الفكرة الأساسية لندوة»جدلية الذاكرة والمستقبل»تنطلق من مسلمة أن استقراء التاريخ يمكن أن يكون أداة للفكر والمعرفة خدمة للمستقبل؛ والهدف منها هو المساهمة في بناء نموذج للبحث يسمح بإعادة قراءة التاريخ، فلا يمكن أن نبني أو نصلح أو نفهم الفضاء الديمقراطي دون تحقيق مصالحة مع ذاكرتنا».