حلم بناء طريق ثانوية يكاد يتحول إلى أسطورة! في زمن تسعى فيه البلاد إلى تكثيف عمليات الإصلاح على أكثر من صعيد من أجل الدمقرطة والتخليق وفك العزلة عن القرى والمداشر بغية تيسير الحياة المعيشية وإسعاد المواطنين، تشاء النيات المبيتة المناهضة لهذا المسار إلا أن تعاكس التيار وتتمسك بالسلوكات البائدة المستشرية هنا وهناك دون حسيب ولا رقيب. تأتينا اليوم حكاية هذا التيار المعاكس من إقليم تنغير وبالضبط من جماعة تلمي، حيث مرت قرابة خمسين سنة على أسطورة انتظار بناء المقطع المتفرع عن الطريق الجهوية رقم 7004، والرابط بين الجماعة المذكورة ونظيرتها التي تدعى جماعة امسمرير، على مسافة قدرها 23 كلم وبغلاف مالي يصل إلى 30 مليون درهم، من الميزانية العامة للدولة وبمساهمة الجماعتين المستفيدتين. فقد استبشرت الساكنة خيرا بتحقيق الحلم الذي راودها منذ أكثر من نصف قرن، بانطلاق أشغال الطريق الفاصلة بين الجماعتين اللتين تقدر ساكنتهما ب 20 ألف نسمة، علما بأن جماعة تلمي على وجه الخصوص تقع بقلب الأطلس الكبير مع ما يترتب عن هذه التضاريس الجبلية من وعورة المسالك بحيث أن هذه الطريق/الحلم تعتبر المنفذ الوحيد لإخراج السكان من قهر العزلة. غير أنه بعد مضي أربع سنوات من الترقب، تجمد المشروع/الحلم، وتعالت صيحات الغضب والتذمر لهذا التأخير المشبوه. ورغم المحاولات اليائسة لرئيس الجماعة الذي ما انفك يكاتب الأطراف المسؤولة المعنية، وعلى الرغم من استفحال حالة تنقل المواطنين وما يصاحبها من الإحساس بالغبن والإحباط، فإن دار لقمان لا تزال على حالها. لذا يتساءل المواطنون بجماعة تلمي عن الأسباب الكامنة وراء هذا التوقف الذي يعزيه البعض حسب تقديره إلى أن الأشغال لا تتم طبقا للمعايير المنصوص عليها في دفتر التحملات. وبقدر ما يعم الشعور بالمهانة لدى الساكنة بقدر ما يتنامى لديها إحساس بضرورة مواجهة هذا المنكر بالمطالبة الفورية بإجراء بحث دقيق لحل هذه المعضلة وإتمام المشروع/الحلم الذي طالما راود النفوس.