انعقدت، الاثنين الماضي بتطوان، فعاليات الدورة الثانية من «ملتقى الشعر والتشكيل»، الذي تنظمه دار الشعر في تطوان بشراكة مع المعهد الوطني للفنون الجميلة، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة. وعرفت هذه التظاهرة التي احتضنها «رواق المكي مغارة»، مشاركة شعراء وفنانين ونقاد مرموقين، يمثلون حساسيات وتجارب مختلفة، بصموا المشهد الفني والنقدي بإنتاجات وإبداعات متميزة، وهم شفيق الزكاري، وعزيز أزغاي، وبوجمعة العوفي، وعز الدين بوركة، وحسن الشاعر، وفاطمة الزهراء الصغير، وأحمد مجيدو. وانضاف هذا الملتقى السنوي الفريد لسلسلة المهرجانات والملتقيات الثقافية والأدبية بمدينة الحمامة البيضاء، في محاولة لرص جسور التلاقي بين مختلف التعبيرات الفنية، الصورية واللفظية، وبحث علائق التشابك والتداخل بين الإبداع الشعري والتشكيلي. وأبرز مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الفعالية الثقافية والفنية، التي تحمل اسم أحد رواد الحركة التشكيلية بالمغرب، تعتبر لحظة وفاء وتكريم لمنجزه الفني، وبالتالي ترسخ لشراكة متينة وعميقة بين دار الشعر بتطوان والمعهد الوطني للفنون الجميلة، معتبرا أن الشعر والتشكيل يؤديان نفس الغايات الجمالية التي تسعى إلى الرقي الذوق وترسيخ القيم الوجدانية لدى الإنسان. واعتبر مخلص الصغير أن انعقاد الملتقى هو تجسيد لقناعة راسخة لدى الفنانين والشعراء بالدور الذي صار يحظى به الشعر والتشكيل في العصر الراهن، موضحا أن هناك انتقال في مفهوم القصيدة الصوتية التقليدية التي تعتمد على الوزن والقافية والإيقاع والجرس الموسيقي، إلى القصيدة البصرية المرئية، وذلك تبعا لتحولات عادات الناس في التلقي. من جانبه، أكد مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، المهدي الزواق، أن الملتقى يرسخ الشراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة، ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة، ويعد لحظة ثقافية وإبداعية تمزج بين الشعر والتشكيل، معتبرا أن هذا التعاون أثمر تأسيس نادي الشعر والتشكيل بالمعهد، والذي أتاح للطلبة الانفتاح على الشعر، مما سيسهم لا محالة في تطوير إبداعهم وإغناء رصيدهم الجمالي، إلى جانب تميزهم في الفنون التشكيلية والبصرية. وقدم المشاركون، في جلستين ضمن الملتقى، شهادات ودراسات نقدية حول مدى تأثر الشعراء بالأعمال الفنية التشكيلية المعاصرة وانفتاحهم على ثقافات بصرية متعددة، كما تطرقوا إلى أعمال رواد الحركة التشكيلية والأجيال اللاحقة التي خلقت حوارا شعريا وتشكيليا، أثمر لحظات فنية ما زالت متواصلة، سواء من خلال المعارض والملتقيات المشتركة، أو إصدار دواوين حيث تتجاور القصيدة بالرسم. وكانت الدورة الأولى من هذا الملتقى قد انعقدت تحت مسمى «الشعر والتشكيل»، بمشاركة موليم العروسي وأحمد جاريد ويوسف وهبون وشرف الدين ماجدولين وبنيونس عميروش وآمال زكاري وفؤاد البهلاوي وأحمد مجيدو.