أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلالها مباحثات جرت بينهما أول أمس الاثنين بالرباط، على المستوى المتميز لعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، والتي تستمد قوتها من العلاقات الأخوية بين جلالة الملك محمد السادس و الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وكذا من أواصر الصداقة التاريخية بين الشعبين المغربي والموريتاني. وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن العثماني الذي تسلم من إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال هذا اللقاء، رسالة موجهة من الرئيس الموريتاني إلى جلالة الملك، أبرز الاستعداد الدائم للمغرب للعمل على ترجمة العلاقات الأخوية التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الموريتانية بشكل عملي، والدفع بالتعاون في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وأفاد البلاغ بأن وزير الخارجية الموريتاني أعرب عن تقدير بلاده وامتنانها للمبادرات الصديقة التي اتخذتها المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، تجاه الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والدعم الموصول متعدد الأشكال الذي قدمه المغرب خاصة في إطار مواجهة آثار جائحة كوفيد 19. واستعرض رئيس الحكومة ورئيس الديبلوماسية الموريتاني، خلال هذا اللقاء الذي حضره سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالرباط، آفاق تعزيز علاقات التعاون الثنائي، في ظل التحضيرات الجارية لعقد اللجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية، والتي ستشكل فرصة لتعزيز وتوسيع رصيد البلدين من اتفاقيات التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأكد الجانبان في هذا الإطار على ضرورة استغلال المؤهلات الكبيرة التي يوفرها اقتصادا البلدين لبناء شراكات مثمرة في مجالات من مثل الطاقة، والطاقات المتجددة، والصيد البحري، وتطوير البنيات التحتية، وكلها مجالات تتيح فرصا هامة للتعاون ونقل الخبرات، علاوة على مواصلة تعزيز برامج تكوين الأطر، وتشجيع الاستثمارات المشتركة بين الفاعلين الخواص في البلدين. وخلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الموريتاني، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة زيارة إسماعيل ولد الشيخ أحمد للمغرب بأنها "جد مهمة"، مؤكدا أنه جاء حاملا لرسالة من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى أخيه جلالة الملك محمد السادس، تتعلق بالعلاقات الثنائية وبالتنسيق في قضايا إقليمية. وأضاف أن هذه الزيارة تندرج في إطار تطور جد إيجابي تعرفه العلاقات المغربية الموريتانية منذ وصول فخامة الرئيس الموريتاني إلى الرئاسة. وأكد ناصر بوريطة على انتظام التواصل بين جلالة الملك والرئيس الموريتاني حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، مبرزا أن الأمر يتعلق بطموح مشترك بين قائدي البلدين للدفع بهذه العلاقات إلى أبعد مستوى، لاسيما أن هذه العلاقات تتميز بجوانب تاريخية وجانب إنساني قوي كما أنها علاقة جوار بين بلدين شقيقين. وأضاف بوريطة أنه تباحث مع نظيره الموريتاني حول المراحل المقبلة لترجمة طموح قيادة البلدين في تطوير العلاقات، بما في ذلك عقد اللجنة العليا المشتركة وكذا عقد لجنة المتابعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث كيفية تطوير أفضل للعلاقات الثنائية. ونوه الوزير بجودة العلاقة الثنائية الممتازة على المستوى السياسي، موضحا أن "الجوانب الاقتصادية والجوانب القطاعية محتاجة إلى دفع أكبر لترجمة رؤية جلالة الملك وفخامة الرئيس الموريتاني إلى علاقات جوار قوية بين البلدين، تقوم على أسس علاقات إنسانية وتاريخية وتبني مضمون علاقة استراتيجية بين البلدين الشقيقين". وأضاف بوريطة أنه سيتم العمل، خلال المراحل المقبلة في اللجنة المشتركة ولجنة المتابعة، على الدفع بهذا التعاون القطاعي وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين في إطار رؤية ثنائية وثلاثية الأبعاد لتطوير العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أنه أبلغ نظيره الموريتاني تحيات جلالة الملك لرئيس الجمهورية وتقدير جلالته لكل ما يقوم به منذ توليه الرئاسة من مجهودات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والنمو الاجتماعي داخل موريتانيا، والجهود التي يقوم بها فخامة الرئيس وجمهورية موريتانيا في الإطار الإقليمي وخاصة في منطقة الساحل وفي الإطار القاري الإفريقي والذي عرف، في السنوات الأخيرة، حضورا قويا لموريتانيا في مجموعة من الملفات المهمة خاصة في منطقة الساحل والصحراء وحتى على المستوى الإفريقي والعربي. وأبرز الوزير أن هذه الزيارة تعد مناسبة أيضا للتأكيد على قوة هذه العلاقات الثنائية والتأكيد على أنها تتم تحت مظلة قوية يرعاها جلالة الملك والرئيس الموريتاني، و"لتكذيب كل من يريد أن يصطداد في المياه العكرة حول العلاقات المغربية الموريتانية"، والتي تعد علاقات صلبة وقوية لم تكن أبدا في السنوات الأخيرة على المستوى الإيجابي التي هي عليه في الوقت الحالي. وفي الندوة الصجفية ذاتها، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن العلاقات الموريتانية- المغربية "صلبة"، وأنها عرفت "قفزة مهمة إلى الأمام خلال السنوات الأخيرة"، مشيرا إلى الطموح المتبادل لتعزيزها "في مجال التبادلات التجارية و الثقافية". وقال إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن هناك إرادة وتوجيهات سياسية من قائدي البلدين للدفع قدما بالعلاقات بين المغرب وموريتانيا، مضيفا أن مباحثاته مع بوريطة تناولت انعقاد اللجنة العليا المشتركة، التي سيترأسها رئيسا حكومتي البلدين، موضحا في هذا الصدد، لقد "قررنا معا أن نرفع مستوى لجنة المتابعة التي كانت إلى حد الآن يرأسها الوزراء المندوبون" إلى مستوى الوزراء. وأعرب عن أمله في أن تنعقد هذه اللجنة في أقرب الآجال. وبعدما أكد على الإرادة الكبيرة التي تطبع العلاقات السياسية بين البلدين، والتي تتجلى أساسا، في "التنسيق وتشابه المواقف"، أوضح الوزير الموريتاني أن الإرادة الاقتصادية، "ليست على مستوى الطموح السياسي الذي نحن فيه اليوم". كما أبرز أن موريتانيا "تشيد دائما بما يقوم به المغرب من تكوين لأطرها في كافة المجالات، وبما تمنحه سنويا لمئات من الطلبة الموريتانيين الذين يدرسون في الجامعات المغربية"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "ليس بالشيء الجديد بل يحدث لما يزيد عن 30 سنة وكانت له نتيجة كبيرة في موريتانيا، يعترف بها الشعب الموريتاني".