تكثف السلطات الأمنية بالعاصمة الاقتصادية حملاتها لمراقبة مدى استمرار المواطنين في الالتزام بالتدابير الوقائية ضد تفشي فيروس" كوفيد 19″، بعد تخفيف الحكومة حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني من الساعة الحادية عشر ليلا إلى الساعة الرابعة والنصف صباحا. ولاحظت بيان اليوم دوريات الشرطة بعدة مناطق معروفة بالحركة الدءوب للمواطنين في أوقات الذروة، منها سيدي معروف، عين الشق، سباتة، بنمسيك، ووسط المدينة، تعمد عناصرها لإيقاف المتراخين في هذه الإجراءات الاحترازية ممن لا يضعون الكمامات الوقائية، واقتيادهم لمخافر الشرطة لتحرير المخالفات. وفي هذا السياق، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إنه "جميل جدا أن نرى الفرحة على وجوه المواطنين وأصحاب المهن والمقاولات بعد قرار التخفيف من التدابير الترابية، لكن الأجمل منه أن نسير في هذا التخفيف بوتيرة تراكمية، وأن لا تكون سلوكيات البعض منا سببا في انتكاسة وبائية". وأوضح حمضي أن انتكاسة من هذا النوع قد "تعيدنا ليس فقط إلى مرحلة ما قبل التخفيف، ولكن إلى إجراءات تقييدية أكثر تشددا، ولربما إلى إغلاقات متعددة وممتدة زمنيا تضيع علينا شهورا من المجهودات ومن التضحيات، وتضيع علينا فصلا ينتظره الجميع لتنشيط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية". وشدد في هذا الصدد على ضرورة أن "نلتزم بالوقاية الفردية والجماعية ونربح جميعا"، عوض أن " يتهور بعضنا ونخسر كلنا للأسف. الخوف ليس فقط من الفيروسات المتحورة، ولكن أساسا من السلوكات المتهورة". وحسب حمضي، فإن تجنب الأماكن المزدحمة، وتهوية الأماكن المغلقة، والتباعد، والكمامة وتطهير اليدين، كلها إجراءات بسيطة مجانية لكن أثرها عظيم"، مضيفا أن "احترامنا لهذه الإجراءات يحمينا ويحمي أهلنا وبلدنا من كوفيد-19 ومن تسجيل الحالات الحرجة والوفيات، ويحمي اقتصادنا ومقاولاتنا ومصادر رزق إخوتنا المواطنين المتضررين، كما يحمي حياتنا الاجتماعية وسياحتنا، وأبناءنا المتمدرسين وسير الامتحانات والمباريات، وذلك في انتظار المناعة الجماعية" وبالنسبة لاستئناف الرحلات الجوية وفتح الحدود، اعتبر الخبير أن "علينا التروي كثيرا قبل المضي في أي إجراء. الوضعية الوبائية في بلادنا لا تحتمل المغامرة بمكاسبنا، والسلالات الجديدة تتربص بنا، وربما يخلق المتحور الهندي المفاجئات". وأشار في هذا الصدد إلى أن بريطانيا نفسها في وضعية لا تحسد عليه بسبب تطور انتشار المتحور الهندي، وقد تضطر بعد أسبوعين من اليوم إلى مراجعة إجراءات التخفيف التي بدأتها منذ بداية مارس". وخلص حمضي إلى أن "التلقيح ضروري، ولكن إجراءات إضافية ستكون ضرورية بالنسبة للوجهات التي – من الممكن – فتح تبادل السفر معها". من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة، أول أمس الأحد، عن تسجيل 211 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و178 حالة شفاء، وثلاث وفيات خلال ال24 ساعة الماضية. ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 517 ألف و23 حالة، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 505 آلاف و228 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 97.7 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 9122 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة. وبلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 1421.3 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة بلغ 0.6 لكل مائة ألف نسمة خلال ال24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات التي تتلقى العلاج إلى 2673 حالة. وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية، ثمان حالات، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 160 حالة، خمس منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و79 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل(كوفيد-19)، فقد بلغ 5.1 في المائة. من جهة أخرى، أظهرت دراسة أجرتها السلطات الصحية في إنكلترا، ونشرت نتائجها السبت، أن لقاحي "فايزر/ بايونتيك" و"أسترازينيكا/أوكسفورد" المضادين لفيروس كورونا فعالان ضد النسخة الهندية المتحورة من هذا الفيروس بنفس نسبة فعاليتهما تقريبا ضد النسخة الإنكليزية المتحورة منه. ووفقا للدراسة التي أجرتها وكالة "الصحة العامة في إنكلترا" بين 5 أبريل الماضي و16 ماي الجاري فإن لقاح "فايزر/بايونتيك" وفر بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية فعالية بنسبة 88 في المائة ضد المتحور الهندي المصحوب بأعراض، وبنسبة 93 في المائة ضد المتحور الإنكليزي المصحوب بأعراض. بالمقابل فإن فعالية لقاح "أسترازينيكا/أوكسفورد" بلغت بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية 60 في المائة ضد المتحور الهندي المصحوب بأعراض، و66 في المائة ضد المتحور الإنكليزي المصحوب بأعراض. سعيد أيت اومزيد