يقوم قادة العالم خلال اجتماعهم بمقر الأممالمتحدة أيام 8 و9 و10 جوان الحالي بنيويورك بتقييم انتشار مرض فقدان المناعة المكتسبة (إيدز) بعد 30 سنة من اكتشاف هذا المرض. وسيقدم برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بهذا الوباء تقريره المفصل الذي يحمل عنوان «الإيدز بعد 30 عاما: البلدان أمام مفترق الطرق»، حيث يتضمن التقرير التقدم الذي أحرزته الدول فيما يتعلق بالإتاحة الشاملة لخدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم المرتبط بفيروس نقص المناعة البشري. ويتضمن البرنامج الذي ستفتتح جلسته باجتماع عام رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت رئاسة جوزيف ديس، وإلقاء كلمة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كيمون، والمدير التنفيذي للبرنامج المشترك لمنظمة الأممالمتحدة المعني بالايدز ميشيل سيديبية، ورئيس الجمعية العامة جوزيف ديس، بالإضافة إلى كلمة تلقيها الطفلة إيبوب سيلفيا تايلور (11 سنة) التي ولدت غير مصابة بالفيروس وتنشط في مجال حقوق الإنسان. وسيخصص هذا الاجتماع الذي جاء بعد 10 سنوات من عقد الدورة التاريخية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فيروس فقدان المناعة البشري لمراجعة العالم التقدم المحرز في مجال مكافحة الفيروس من جهة، ورسم مستقبل الاستجابة العالمية للإيدز، حيث من المتوقع أن تعتمد الدول الأعضاء بالمنظمة إعلانا يؤكد مجددا على الالتزامات الحالية والالتزام بالإجراءات التي ستحدد مستقبل الاستجابة للإيدز. كما أدرج في النقاش الاستجابة للإيدز في جدول أعمال التنمية والصحة المخصص لاستراتيجيات التغلب على عزل الإيدز، من أجل تحقيق نتائج تنموية وصحية على نطاق واسع. بالإضافة إلى دراسة خدمات الفيروس ومرض السل وكذا الصحة الجنسية والإنجابية وخدمات صحة الأم والطفل مع التركيز على زيادة جهود القضاء على الانتقال الرأسي للفيروس. وللتأثير الايجابي للعلاج مكانة خاصة ضمن نشاطات هذا اللقاء العالمي خاصة تأثير هذا الأخير على معدل الوفيات والإصابة بالفيروس وانتقاله بالإضافة إلى تسليط الضوء على كيفية نجاح هذا العلاج في تخفيض التكاليف والسياسات التي يجب اتخاذها لتوفير الأدوية بأسعار معقولة. وسيتطرق المجتمعون خلال هذا اللقاء العالمي الهام إلى مناقشة الأولويات المتعلقة بوباء السيدا مثل ضمان استمرار القيادة والمسؤولية المشتركة للاستجابة للفيروس ودراسة إشراك جيل جديد من القيادة لتعزيز الملكية الوطنية واسعة النطاق بجانب المجتمعات من أجل تعزيز الحلول المحلية والمستدامة وتأمين التمويل طويل المدى وزيادة الكفاءة وضمان المساءلة المتبادلة لمستقبل الاستجابة العالمية. ومن جهة أخرى يرتكز النقاش على أهمية زيادة وتيرة تدخلات الوقاية المركزة والفعالة بما فيها القضاء على الوصمة والتمييز وتذليل العقبات التي تواجه وقاية الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بالفيروس وتوجيه الشباب نحو قيادة مستقبل جهود الوقاية من الفيروس. وتحظى فرص الابتكار والتكنولوجيا الجديدة المتعلقة بعلاج نقص المناعة البشري والوقاية منه حيزا كبيرا في هذا اللقاء قصد توفير وضمان علاج نوعي خاصة للأفراد الأكثر احتياجا. وينكب قادة العالم أيضا على الحمل الزائد على عاتق السيدات والفتيات وضمان الاحتياجات الخاصة وتناول قابلية التضرر لديهن بالإضافة إلى روابط الفيروس والعنف الذي تتعرض له هذه الفئة. للإشارة أعدت سيدات متعايشات مع فيروس فقدان المناعة البشري (800 سيدة من 95 بلد) رسائل بتسع لغات لتوضيح الرؤية لمستقبل الاستجابة للفيروس بالإضافة إلى عرض العمل القائم على أساس ديني لتحقيق الاستفادة للجميع.