رفع سكان «زروالة» بدوار «الحاجة» الواقع بتراب جماعة عين عرمة بمكناس تظلما إلى المسئولين لرفع الضرر الذي تسبب فيه توسيع طريق على طول يناهز 18 كيلومترا، ودعا عشرة من سكان المنطقة إلى وقف الأشغال من خلال رسالة وجهت إلى والي الجهة خلال شهر مارس الماضي بعدما فوجئوا ببداية الأشغال دون استشارتهم وعزم المقاول على توسيع الطريق على حساب أراضيهم وأشجار الزيتون المغروسة بها. إلا أن السلطة المحلية لم تبال بالأمر وتمادت في معاكسة مصالح السكان، بل لجأت إلى تسخير أعوانها لثنيهم على الاحتجاج ورفع شكايات إلى الجهات المسئولة عبر التهديد والوعيد. وبالرغم من الوعود التي قدمت، إلا أن الأشغال استمرت رغما عنهم ليتم اقتلاع قرابة 200 شجرة زيتون واستغلال أراضي المواطنين وإلحاق أضرار بها دون إشعارهم أو التشاور معهم، هذا في الوقت الذي تعمل الجهات المسئولة الإسراع بعملية توسيع الطريق التي كلفت ما يناهز 750 مليون سنتيم، وهو ما يعني أن المشروع يهم إنشاء طريق وليس توسيعها أو إصلاحها، بحيث أن الطريق متواجدة منذ شقها السكان منذ عقود على أراضيهم، إلا أن السلطات والمسئولين الجماعيين يحاولون توسيع الطريق لتبرير صرف المبلغ المذكور، خصوصا وأن تكسية الطريق ستتم بمادة «توفنا» دون تعبيد، في وقت كان بالإمكان الاكتفاء بإصلاحها دوت توسيعها تفاديا لضياع مصالح السكان. وهو ما يدعو إلى ضرورة التحقيق في الأمر والتدقيق في مراحل المشروع وكلفته والوقوف على كل مراحله، بالإضافة إلى العمل على تعويض السكان المتضررين ورفع ما يمكن رفعه من ضرر قبل إتمام الأشغال لتفادي أضرار إضافية بسبب سياسات الأمر الواقع وتغييب الحوار ومنطق التشارك والانفتاح على المواطنين.