استرجع المنتخب الوطني لكرة القدم مكانه في صدارة ترتيب المجموعة الرابعة في مسار الإقصائيات المؤهلة للنهائيات القارية القادمة، وتشبث منتخبنا بحظوظه بالفوز الهام على خصمه منتخب الجزائر في مدينة مراكش بحصة ثقيلة ومستفزة (4-0). وجسد الفوز حدثا مميزا في المجتمع الرياضي الذي يجتاز مرحلة فتحت فيها أوراش رامية للإصلاح والتصحيح، وأفرزت مباراة مراكش تألق مجموعة من اللاعبين ظهروا بمستوى جيد وأكدوا توفرهم على أدوات تقنية فردية ومواصفات بدنية ومؤهلات رياضية فريدة من بينهم اللاعب «أوسامة السعيدي». ولا يجادل أحد في قيمة الفوز -الحدث- والانفراج الذي حركه في البلاد، والتجاوب الذي تحرك في الشارع المغربي يترجم أهمية الرياضة وجودة العرض وتميز حصة الفوز، خاصة وأن كرة القدم مرت من أزمات وعثرات رغم فترات مشرقة ناذرة. وقد تابع الرأي العام كيف تحضر المنتخب الوطني، وكيف عمل المدرب البلجيكي إيريك غيريتس على جمع أطراف الفريق عبر جولات في الوطن وخارجه، وكيف جاء النصر وبحصة غير منتظرة. ولاحظوا ما رافق التحضير من مشاكل بالجملة ظلت أوراقها ضمن ملف مفتوح فوق طاولة مسؤولي الجامعة ينتظر المعالجة والبت وتقديم إجابات. نعم، الفوز هام، والعرض جيد، والتركيبة البشرية واعدة، والمنتوج يفرض الإستمرار في الاتجاه الإيجابي، لكن هل تأخذنا نشوة النتيجة ونطوي الملف. الفوز أعاد الثقة والتفاؤل لكنه خلف دروسا ينبغي قراءتها جيدا بهدف مواجهة المستقبل. قبل اللقاء اندلع خلاف بين طبيبي فريق الرجاء والمنتخب الوطني حول اللاعب رشيد السليماني، ونشرت آراء واتهامات على صفحات الجرائد وأثير الإذاعات. وظل اللاعب المذكور (السليماني) يمارس في فريقه واسمه ضمن الغائبين بسبب الإصابة عن المنتخب الوطني؟ وكالعادة لم تتحرك جامعتنا الموقرة لتقديم توضيح في الموضوع، وتضاربت الآراء حول الملعب الذي يحتضن مباراة المغرب والجزائر ليتحدد الموعد في المركب الرياضي لمراكش، ولم يصدر بلاغ في الموضوع واستمر الصمت. وارتفعت أصوات الجمهور في عدة مدن، تندد بارتفاع أسعار تذاكر المباراة، وبمحاصرتها في مدار السماسرة والمضاربين والمحتكرين، وطلعت أخبار تتحدث عن تحقيق مفتوح للوقوف على ما حدث، والدفاع عن مصداقية الجامعة. وأعتقد اليوم، وبعد كسب رهان اللقاء، ينبغي فتح الملف والوقوف على ما جرى، مع الإجابة عن الأسئلة التي حاطت به لكي لا يتكرر ما جرى. وقبل المباراة بساعات حزم اللاعب عادل تاعرابت حقيبته وغادر التجمع التدريبي، وتخلى عن المنتخب الوطني، ورافق رحيله مبرر مفاده أن الولد رفض أن يضعه المدرب غيريتس في الاحتياط؟! وأمام صمت المكتب الجامعي المشفوع بأهمية المباراة طلعت أخبار تفيد أن اللاعب تاعرابت رضخ لتهديدات عناصر من مناصري منتخب الجزائر وفضل مقاطعة المباراة، واختلفت الآراء وتنوعت حول الواقعة، وغادر اللاعب أرض الوطن تاركا وراءه شلالا من الأسئلة وحقيقة الأمر معلقة، وسر تاعرابت في صدره؟ والآن، وبعد كسب الفوز واسترجاع الصدارة هل يقف المكتب الجامعي لقراءة المرحلة بتأن وفي هدوء لمواجهة المستقبل باستراتيجية أفضل، أم أن الإنتصار سيغطي على كل شيء في انتظار ما قد يأتي من مفاجآت.