حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجهة مراكش تانسيفت الحوز إنجاز 936 مشروعا بغلاف مالي يفوق 700 مليون درهم لتلبية حاجيات الإقليم الاقتصادية والاجتماعية شهد إقليمالحوز لقاءات تواصلية لتقديم حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لجهة مراكش تانسيفت الحوز استمرت على مدى يومي 2 و3 يونيو الجاري، تميزت بزيارة لدار الأمومة أسني، وهو المشروع الاجتماعي الذي تم إنجازه بتكلفة إجمالية بلغت 1486760 درهم، ويهدف إلى تقليص عدد وفيات الأمهات والموالد الجدد والرفع من مستوى الأسر في مجال التربية الصحية. وشكلت هذه التظاهرة المنظمة تحت شعار «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فضاء لتبادل الخبرات القيمة» مناسبة للحفاظ على الحوار المستمر مع وسائل الإعلام من خلال تبادل المعلومات لضمان متابعة مستمرة ومنتظمة لأنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. والمواضيع المرتبطة بها. وأفادت نديرة الكرماعي العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بأنه منذ الإعلان عن هذه المبادرة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أفضت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن طريق برامجها بجهة مراكش تانسيفت الحوز إلى نتائج جد إيجابية. وأبرزت الكرماعي في تصريح لبيان اليوم، الدور الكبير لقيم التضامن بين الأفراد والجماعات والمشاركة والتشاركية والتكامل والالتقائية بين عمل الدولة والجماعات المحلية والمجتمع المدني، وكذا الشفافية التي بنيت عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي مكنت من انخراط والتزام القوى الحية للجهة بمختلف برامجها ومناهجها، مشيرة إلى أن قيم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يتم ترسيخها بالتدرج وبطريقة فعالة بواسطة تفعيل إستراتيجيتين أساسيتين وهما التكوين ودعم القدرات المحلية وتواصل القرب. وأكدت المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن العمليات التقييمية التي تم إنجازها إلى حد الآن جديرة بتثمين واستثمار التجارب الناجحة واستخلاص العبر والدروس منها، مما سيمكن من الزيادة في دينامية الاستمرار في إنجاز الورش الملكي والاستجابة لمنتظرات سكان هذه الجهة. وقد وقف الصحافيون على مجموعة من المشاريع التنموية بإقليمالحوز الذي تأسس سنة 1991 في هذه الجهة وتبلغ مساحته 6212 كلم مربع. وتهدف المشاريع التنموية بالإقليم الذي يقع فوق سهل الحوز وتتخلله سلسلة جبال الأطلس التي يتراوح علوها ما بين 1000 و4165 متر، ويضم قمة «توبقال» التي تعتبر أعلى قمة في المغرب، إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل في هذه الربع من المملكة والذي كان يعتبر من بين الأقاليم الأكثر فقرا، وذلك عن طريق الجمعيات المحلية التي يفوق عددها اليوم 1660 جمعية و50 تعاونية، وكذا المشاريع المحلية لإنتاج السلع، وضمان الاستفادة من التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية كالصحة والتعليم ومحو الأمية والتكوين والتزود بالماء الصالح للشرب والربط بشبكة الكهرباء، إضافة إلى تطوير عمليات التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي وتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية وإنشاء وتجهيز فضاء للجمعيات. وأفاد عبد اللطيف الجعيدي رئيس الفضاء الإقليمي للجمعيات التنموية بالحوز، بأن التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تلائم الحاجيات الأساسية لساكنة إقليمالحوز، وكذا تعدد البرامج التنموية التي تعتمد المقاربة التشاركية، شكلت عوامل ساهمت في خلق جو من التناغم بين مختلف الفرقاء والمتدخلين ومكنت بالتالي الحركة الجمعوية من تحقيق قفزة نوعية، تجلت في ارتفاع عدد الجمعيات ومجالات تدخلها، مما ساهم في خلق هياكل وتنظيمات تساعد وتعمل بالدرجة الأولى على التواصل وتحقيق مقاربة تعمل على تفعيل مضامين وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأضاف الجعيدي أن الفضاء الإقليمي للجمعيات التنموية الذي تم إنجازه بكلفة مالية تناهز 6000000.00 درهم بمساهمة كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب1000000.00 درهم والمجلس الإقليمي ب3260000.00 درهم و1740000.00 درهم ، يمثل (الفضاء) شريكا حاضرا بقوة في مختلف المحافل الوطنية واللقاءات والبرامج المحلية، وأنه انطلاقا من هذا البعد التنموي، تم تأسيس الفضاء الإقليمي للجمعيات التنموية بالحوز سنة 1991 كبنك للمعلومات المتعلقة بالمشاريع التنموية، وكإطار لتبادل التجارب والخبرات بين الجمعيات وتجسيد التواصل بين مختلف المكونات. مشيرا إلى أن هذا الفضاء يحتضن مختلف الأنشطة التي تهم المجتمع المدني، كما ينظم مجموعة من الدورات التكوينية لفائدة الجمعيات بشراكة مع مختلف المصالح الخارجية والمؤسسات المهتمة بالتنمية بالإقليم. وقد بلغ عدد المشاريع بإقليمالحوز 537 مشروعا، منها ما تم إنجازه ومنها ما هو في طور الإنجاز، وهي مشاريع برمجت ما بين سنوات 2005 و2010، بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 169 مليون و256 ألف درهم، ضمنها 77 في المائة كمساهمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة 335728 فردا، هذا إضافة إلى إنجاز 100 مشروع مدر للدخل وخلق 200 منصب شغل قار و400 منصب غير قار، هذا إضافة إلى مشروع لتنقية المياه المالحة، والنقل المدرسي لفائدة المتمدرسات بالسلك الإعدادي، وإنشاء ملحقة إعدادية، وإحداث وحدة لاستخراج الزيوت الأساسية، وخلق مآوي للسياح، وبناء متاجر لفائدة الشباب حاملي الشهادات، وخلق قرية لصناعة الفخار. ومن جهته قال محمد امهيدية والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمثل مشروعا نموذجيا على المستوى العالمي لأنه مشروع متجدد وطموح ومرشح لأن يكون مرجعا في هذا المجال. وأضاف مهيدية، في كلمة ألقاها خلال مائدة مستديرة نظمت في إطار هذه اللقاءات التواصلية، أن الفترة مابين 2005 -2009، تميزت بإنجاز 399 مشروعا بعمالة مراكش، بغلاف مالي إجمالي قدره 532 مليون و127 ألف و124 درهم ، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بما قدره 196 مليون درهم، وأن هذه الاستثمارات ما كانت لتتحقق لولا مساهمة جميع الشركاء من جماعات محلية ومؤسسات عمومية وجمعيات ومستفيدين حيث بلغت نسبة مساهمة الشركاء 63 في المائة ومساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 37 في المائة، موضحا في كلمته، أن قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل، نال النصيب الأوفر من الاستثمارات حيث بلغت نسبتها 40 في المائة من حجم الاستثمارات المنجزة تليه في المرتبة الثانية مراكز الرعاية الاجتماعية بنسبة 17 في المائة ثم قطاع التربية الأساسية بنسبة 11 في المائة وقطاع الصناعة التقليدية بنسبة 10 في المائة، في حين تتوزع النسب المتبقية على باقي القطاعات كالصحة الأساسية والرياضة والشباب والفلاحة التضامنية. وقد تمت خلال سنة 2010 برمجة 33 مشروعا بغلاف مالي إجمالي قدره 85 مليون درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 46 مليون درهم، على أن تعرف هذه السنة اهتماما أكثر بفئة الشباب والنساء والأشخاص في وضعية الهشاشة عن طريق إنجاز 3 قاعات رياضية مغطاة بحي سيدي يوسف بن علي الجديد وحي المحاميد وحي العزوزية للاستجابة للحاجيات الملحة للشباب، ووحدتين للولادة بسيدي الزوين ولوداية لسد الخصاص الحاد المسجل بهذين المركزين، بالإضافة إلى إحداث مركز جهوي للأشخاص في وضعية إعاقة بالحي المحمدي الذي يعتبر ثالث مركز من نوعه على الصعيد الوطني، وكذا إحداث وحدة الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية التسول والتشرد بدار البر والإحسان. وقد تمت بالمناسبة زيارة مختلف ورشات التكوين بالتدرج المهني في مختلف الحرف اليدوية، بدار البر والإحسان، حيث أفاد بوزكري آميري، مدير المركز، أن هذا المشروع الاجتماعي يتوفر على طاقة استيعابية ل 220 طفلا، ويستهدف الشباب المنقطع عن الدراسة من 15 إلى 18 سنة من خلال الإدماج عن طريق التكوين بالتدرج المهني والمصاحبة النفسية التربوية والاجتماعية. وأضاف بوزكري في تصريح لبيان اليوم أن 160 طفلا من بينهم 48 فتاة يتابعون دراستهم في المؤسسة في شعب الحلاقة والتجميل، نجارة الخشب، نجارة الألمنيوم، الحدادة، كهرباء المباني، وأن عدد المتخرجين من المعهد سنة 2009 بلغ 100 طفلا من بينهم 30 فتاة. أما بخصوص إقليم الرحامنة، فقد اطلع المشاركون في هذه التظاهرة على مجموعة من المشاريع المدرة للدخل، منها تعاونية الألفية الثالثة لتثمين منتوجات الصبار بدوار أولاد سيدي مفتاح جماعة سيدي عبد الله. وحسب إدريس مفتاحي، رئيس تعاونية الصبار، فإن هذا المشروع الاجتماعي الذي تم إنجازه بتكلفة مالية تناهز 1525000 درهم، يهدف بالخصوص إلى النهوض بالأوضاع السوسيو اقتصادية للمرأة القروية وتقوية قدراتها عبر تمكينها من آليات وأدوات صياغة المشاريع المدرة للدخل، ويساهم في خلق ظروف عيش كريمة للأسرة والطفل بالعالم القروي. وأضاف مفتاحي أن النساء المنخرطات في تعاونية الصبار والبالغ عددهن 52 منخرطة، يحققن أرباحا تقدر 120000 درهم. وتندرج هذه التظاهرة التواصلية في إطار الأهمية التي توليها المنسقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية واللجنة المؤسساتية، من أجل تأسيس ثقافة حقيقية للمشاركة والانخراط والشراكة والتضامن وإعطاء دينامية جديدة للتنمية البشرية.