سادت موجة من الغضب، لدى كل الجماهير الجزائرية، بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها منتخب بلادهم أمام نظيره المغربي، وطالبت الجماهير الغاضبة أول أمس السبت بضرورة رحيل جميع المتسببين في فضيحة مراكش، التي تعد واحدة من أسوأ النتائج التي سجلتها كرة القدم الجزائرية عبر التاريخ. وذهب بعض الجماهير إلى حد المطالبة بمحاسبة كل من كان سببا في ما حدث للمنتخب الجزائري، لأن الهزيمة الثقيلة جاءت لتمضي شهادة وفاة المنتخب الذي مثل العرب والقارة السمراء في جنوب إفريقيا، بسبب السياسة العرجاء التي انتهجها المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي فضل الرضوخ لرغبة بعض «المعاليم»، الذين لا يمكن المساس بهم مهما كانت وضعيتهم. لم يكن أكثر المتشائمين قبل انطلاق مباراة، يتوقع ما حدث للمنتخب الوطني، الذي كان ظلا لنفسه مما جعل المنتخب المنافس يصول ويجول فوق أرضية الميدان، وكان يمكن أن تكون النتيجة أثقل لولا سوء الحظ الذي لازم مهاجمي المنتخب المغربي. ويتحمل المدرب بن شيخة كل المسؤولية فيما حدث، خاصة وأن كل الظروف كانت جاهزة من أجل تحقيق نتيجة ايجابية، بعد عودة كل اللاعبين المصابين، غير أن فلسفة بن شيخة أسقطت كل شيء في الماء، فبعد كارثة إفريقيا الوسطى التي بررها بالظروف المناخية وضيق الوقت، جاءت كارثة مراكش لتكشف حقيقة هذا المدرب، الذي حاول صنع اسم لنفسه ب»الاسترجال» مع وسائل الإعلام والمناصرين الأبرياء، الذي حرمهم حتى من رؤية اللاعبين خلال تربص إسبانيا. بن شيخة الذي عاث فسادا في تشكيل المنتخب الوطني، وبالضبط في القائمة الأساسية، ولم يكتف بذلك، حيث أقدم على إجراء تغيرات غير مفهومة مع بداية المرحلة الثانية، ففي الوقت الذي كان فيه البعض ينتظر إخراج عنتر يحيى وتدعيم الدفاع، أقدم مدرب الخضر على إدخال لاعبين في الجناح الأيمن، في الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى قلب هجوم حقيقي. وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب المغربي يصول ويجول فوق أرضية الميدان، كان بن شيخة يتفرج، ويعدّ الأهداف دون أن يحرك ساكنا، من أجل تدارك الموقف، خاصة وأن كل المؤشرات كانت توحي بنهاية كارثية. ولم يكن بن شيخة وحده خارج الإطار، حيث تأكد مرة أخرى أن بعض اللاعبين لا مكان لهم في صفوف المنتخب الوطني، على غرار مهدي لحسن الذي صاحب قدومه هالة إعلامية كبيرة، لكنه لم يقدم أي شيء منذ التحاقه بالمنتخب، ومن باب الصدفة، فإن بدايته مع المنتخب الوطني كانت بهزيمة مذلة أمام المنتخب الصربي في ملعب 5 جويلية، فيما أكد حسان يبدة أنه لا يبحث من خلال لعبه للمنتخب الوطني سوى عن لقب لاعب دولي، لأنه يخشى كثيرا على قدميه ولا يقدم ربع ما يقدمه مع ناديه نابولي لأن الإيطاليين لا يعملون بالعاطفة، مثلما يفعل بن شيخة الذي حقق ما كان يصبوا إليه، وصنع إسما على حساب المنتخب الوطني.