أكد وزير الصحة خالد آيت طالب، أول أمس الأربعاء بطانطان، على ضرورة الحفاظ على المنظومة الصحية ومتانتها، لأنه "بدون منظومة صحية قوية لن يكون هناك بلد قوي اقتصاديا و اجتماعيا"، لاسيما وأن جائحة كورونا خلفت، على المستوى العالمي، آثارا سلبية اقتصاديا واجتماعيا. وأضاف في تصريح للصحافة على هامش زيارته لمركز حضري للتلقيح ضد فيروس كورونا، وللمستشفى الإقليمي الحسن الثاني أن المغرب تصدى للوباء بتفان، بفضل التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك، وبفضل جهود الأطر الصحية والطريقة الاستباقية التي أشاد بها العالم أجمع، سواء على مستوى تدبير الجائحة، أو على مستوى عملية التلقيح. وفي هذا السياق، أشار إلى إن بعض المدن بدأت تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات، الأمر الذي يعني "أن المغرب ليس في مأمن من الموجة الثالثة لهذا الوباء، هذا تزامنا مع استمرار عملية التلقيح"، داعيا إلى عدم التراخي في تلقي اللقاح والى ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية والابتعاد عن التجمعات "لكي لا نصل إلى الحجر الصحي المطلق الذي يخلف آثارا سلبية جسيمة". واعتبر أن الأشهر المقبلة جد حاسمة للوصول إلى مناعة جماعية. من جهة أخرى، وعلاقة بأزمة "كوفيد 19″، قال منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاد لمرابط، في تصريح صحافي خلال نفس اليوم، إن منع التنقل الليلي خلال رمضان يهدف إلى تجنب ظهور موجة ثانية من انتقال العدوى الجماعية للفيروس، لاسيما، مع ارتفاع عدد الحالات في بعض الجهات بالمملكة، مشيرا إلى أن التجمعات العائلية وسلوك المواطنين خلال هذا الشهر يمكن أن يؤديا إلى تفاقم الوضع الوبائي، أو حتى أن يشكل عنصرا مساهما في موجة ثانية من الانتقال الجماعي للعدوى. ومن جانبه، اعتبر الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن حظر التنقل الليلي في رمضان، سيساهم في حماية المملكة من الموجة الثالثة التي تجتاح حاليا القارة الأوروبية، والتي أظهرت أنها موجة "قوية وشرسة وسريعة الانتشار". وأشار حمضي، إلى ارتفاع الحالات الجديدة وحالات الإنعاش المتعلقة ب "كوفيد-19″، منذ أسبوعين في جل أنحاء المملكة، ولاسيما في مدينة الدارالبيضاء والحواضر الكبرى، معتبرا، هذا الارتفاع مؤشرا واضحا على تفشي الجائحة، وعلى القلق الوبائي السائد في المملكة، مسجلا أن مدينة الدارالبيضاء تعرف لوحدها معدل 12 في المائة من الحالات الإيجابية، و70 في المائة من الحالات الجديدة، و70 في المائة من حالات الإنعاش، على المستوى الوطني. وأكد أن كل هذه المعطيات المقلقة تدل على وجوب اتخاذ جميع الإجراءات للحد من تفشي الفيروس وسلالاته الجديدة، الأكثر انتشارا وخطورة. ودعا حمضي المواطنين إلى مواصلة الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية والإجراءات الحاجزية من ارتداء الكمامات، وتباعد اجتماعي، وغسل اليدين باستمرار، ترسيخا للمكتسبات الهامة التي حققها المغرب في مواجهته لهذه الجائحة، وللتمكن من العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية. هذا، وتتواصل الحملة الوطنية للتلقيح ببلادنا في ظروف آمنة، وقد بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من اللقاح منذ انطلاق الحملة وإلى غاية السادسة من أول أمس الأربعاء، 4 ملايين و410 آلاف و23 شخصا، فيما وصل عدد الأشخاص الذين استكملوا التطعيم 4 ملايين و38 ألفا و83 شخصا. أما في ما يخص جديد الوضع الوبائي المرتبط ب"كورونا"، فقد تم خلال ال24 ساعة الماضية، تسجيل 663 حالة إصابة جديدة و641 حالة شفاء، وحالتي وفاة. ورفعت هذه الحصيلة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 499 ألف و688 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 486 ألف و349 حالات، بنسبة تعاف تبلغ 97.3 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 8867 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة. وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية، 38 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 454 حالة، 20 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و231 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل(كوفيد-19)، فقد بلغ 14.4 في المائة. أما بخصوص آخر تطورات الوضع الوبائي المرتبط بكورونا في العالم، فقد تسبب الفيروس بوفاة 2.874.984 شخصا في العالم، وذلك منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حتى الساعة 11 صباحا من أول أمس الأربعاء استنادا إلى مصادر رسمية. وتعتبر الولاياتالمتحدة هي أكثر الدول تضررا من حيث عدد الوفيات (556.528) تليها البرازيل بتسجيلها 336.947 وفاة والمكسيك مع 205.002 وفاة ثم الهند مع 166.177 وفاة والمملكة المتحدة مع 126.882 وفاة. ومن بين الدول الأكثر تضررا تسجل جمهورية تشيكيا أعلى معدل وفيات نسبة إلى عدد السكان بلغ 255 وفاة لكل 100 ألف نسمة، تليها المجر (229) ثم البوسنة (215) ومونتينيغرو (211) وبلجيكا (201). سعيد أيت اومزيد