شدد عزيز هشام الرايس، رئيس رابطة البحر الأبيض المتوسط لأصدقاء المغرب، في ندوة صحافية بالدار البيضاء يوم الثلاثاء الماضي، على ضرورة التنصيص في الدستور الجديد، ليس فقط على تمثيلية الجالية المغربية في الخارج في المشهد السياسي، وإنما أيضا التنصيص على حقوقها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لما تلعبه الجالية المغربية من دور كبير في جلب العملة الصعبة ورفد الاقتصاد الوطني، والمساهمة في النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالبلد الأم. وأضاف في مداخلته، خلال هذا اللقاء، الذي نظمته رابطة البحر الأبيض المتوسط أصدقاء المغرب، تحت شعار «مكانة المغاربة المقيمين بالخارج في التغييرات الديمقراطية التي يعرفها المغرب بعد خطاب 9 مارس الماضي»، أن المملكة بفضل الإرادة القوية لجلالة الملك، مقبلة على تحولات كبرى يتم التهييء لها بمساهمة جميع مكونات المجتمع من أحزاب وهيئات سياسية ومجتمع مدني، وأنها مناسبة، يقول الرايس، لرد الاعتبار للجالية المغربية بالخارج كجزء لا يتجزأ من هذه المكونات المغربية، تساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحويلات هامة، تخلق ديناميكية في عدد من المشاريع قطاع العقار بالخصوص. هذا إضافة إلى دور هذه التحويلات على المستوى الاجتماعي حيث تشكل مورد العيش لعدد من الأسر المغربية، وفضلا عن دور الجالية المغربية في الدفاع عن القضايا الكبرى للمملكة ودعم التقارب الثقافي مع عدد من البلدان. وأشار الرايس، خلال هذه الندوة التي تهدف لمد الجسور بين مغاربة الخارج ووطنهم الأم، إلى الأوضاع التي يعيشها المهاجر المغربي في الدول الأوربية والأمريكية خاصة إسبانيا وفرنسا وإيطاليا حيث الأزمة الاقتصادية وصلت حدودا لا تطاق وتضرر منها بشكل كبير المهاجرون المغاربة. وتساءل رئيس رابطة البحر الأبيض المتوسط لأصدقاء المغرب، عما يمكن فعله في الوقت الراهن من قبل الوزارة المكلفة بالجالية المغربية ومجلس الجالية المغربيّة بالخارج، للتخفيف من الأزمة الاقتصادية التي تؤثر بشكل مضاعف على الأوضاع الاجتماعية للجالية المغربية بالخصوص في هذه البلدان. ولم يفت المتحدث خلال هذا اللقاء الذي شارك فيه عدد من المهاجرين المغاربة، المطالبة بدسترة العمل الجمعوي، لاسيما، الذي تقوم به الجالية المغربية بالخارج لما له من دور فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذا الثقافية والمحافظة على الهوية المغربية لأبناء المهاجرين. وتطرق حسام فيلالي، مهاجر بالديار الايطالية في معرض مداخلته خلال هذا المناسبة، إلى الدور الكبير للجالية المغربية بايطاليا في التعريف بثقافة المغرب الغنية وتراثه الحضاري الأصيل، هذا إلى جانب تلاحم مغاربة إيطاليا الثابت حول قضاياه الكبرى وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وأضاف فيلالي، أنه رغم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي ترزح تحت نيرها الجالية المغربية في بلدان الاستقبال، فإن هذه الأخيرة، لا تألو جهدا في سبيل دعم التنمية الاقتصادية للمملكة، من خلال التعريف بالفرص والمشاريع الاستثمارية الواعدة والمؤهلات التي يزخر بها المغرب من قبيل موقعه الجغرافي المتميز، والموارد البشرية المؤهلة والبنيات التحتية العصرية، وجلب المستثمرين لإنجاز مشاريع تنموية بالمملكة. ولم يفت المتحدث الإشارة، إلى العراقيل التي يلاقيها المستثمرون عند الرغبة في تنفيذ مشاريع في البلد، مطالبا الجهات المعنية تدليل وإزالة هذه الصعوبات مما سيساهم في الرفع من وتيرة الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي بالمملكة. وأوضح رشيد أوسارا، مدير نشر صحيفة «الواجهة» التي تعتزم رابطة البحر الأبيض المتوسط لأصدقاء المغرب، إطلاقها في الشهر القادم، خلال هذه الندوة، أن هذه الجريدة ستواظب في البداية، على الصدور مرة كل شهر، في انتظار أن تتطور ليصبح صدورها مرة في كل أسبوع، مبرزا، أن مهمة هذه الجريدة التي ستصدر بثلاث لغات هي الفرنسية والإسبانية والانجليزية، تتحدد في الإخبار بالمواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التعريف بقضايا وشؤون المهاجرين المغاربة في الخارج، مضيفا، أن توزيع هذه الجريدة سيكون في جميع الدول التي يتواجد فيها بكثافة المهاجرون المغاربة. وثمن المشاركون في هذا اللقاء ما جاء في الخطاب الملكي السامي ل9 مارس الماضي والذي فتح الباب على مصراعيه لدخول المملكة نادي الدول الديمقراطية. كما عبروا عن رغبتهم القوية في المشاركة في هذا التفاعل والدينامية الجديدة التي يعرفها المغرب والتي ستساهم بلا شك في تغيير، إيجابا، الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.