توج تمليذان من المستوى الثانوي، هما ملاك بلحسن وأمين الهنا، في المرحلة الأخيرة من النسخة الثانية من مسابقة الفصاحة في اللغة الفرنسية التي أقيمت السبت الماضي، بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط. وفي أعقاب هذا التتويج من بين 12 مرشحا تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة، بما في ذلك تلاميذ مستويات البكالوريا وتلاميذ البكالوريا + 1 الذين تم انتقاؤهم من مختلف جهات المملكة، سيكون الفائزان مؤهلين للمشاركة في مسابقة الفصاحة بفرنسا. واختير لنسخة هذه السنة، التي نظمتها جمعية "ليونز كلوب" الدولية ومنطقة 416 – المغرب، بشراكة مع Multiple District 103 بفرنسا، موضوع: "أعظم أمجادنا ليس ألا نتعثر، بل أن نعرف كيف ننهض في كل مرة نتعثر فيها"، وهو مقتبس من مقولات الفيلسوف الصيني كونفوشيوس. وناقش التلاميذ هذا الموضوع خلال حيز زمني من 8 إلى 10 دقائق أمام الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم المكونة من السادة خليل الهاشمي الإدريسي، رئيس اللجنة والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، وبدر الدين عبابو، أستاذ القانون الدولي، والرئيس السابق لليونز كلوب الرباط، وهشام أبو مروان، كاتب وصحفي، والسيدات عائشة ديتسولي، منسقة المسابقة، والأستاذة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وفريدة الجعيدي، السفيرة وممثلة المغرب السابقة لدى المنظمة الدولية للفرنكوفونية، وصوفيا بنتامي، ممثلة وأستاذة علوم الاتصال. وفي كلمة بالمناسبة، أعرب الهاشمي الإدريسي عن سعادته بالمشاركة في هذه التظاهرة "خاصة وأنه مرت سنوات ونحن نحاول تنظيم تظاهرة من هذا القبيل حول الفصاحة". وفي هذا الصدد، شدد المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء على أن الانتساب إلى نادي الأسود هو مدرسة لامتلاك القيادة، مضيفا أن "كل أفراد هذه الحركة يتمتعون بمهارات قيادية لتصور المشاريع الاجتماعية، ولتعبئة الناس حول هذه المشاريع وقبل كل شيء لإنجاحها". واعتبر أن القيادة تجمع بين عدد من المهارات، بما في ذلك الفصاحة التي وصفها بأنها "متأصلة، وجوهرية، وتطبع مؤهل القيادة". وقال رئيس لجنة التحكيم إن "الذي يحسن فن التحدث ويحسن التعبير عن أفكاره ولديه أفكار واضحة ينقلها بوضوح هو إنسان ناجح ولديه ما يقدمه"، وأن "الفصاحة مهمة ونحن نحتفي بها اليوم، سواء باللغة الفرنسية أو العربية، وهي أساسية في نشاطنا لأنها تتيح نسج خيوط الوحدة والدينامية والتآزر". من جهتها، أكدت ديتسولي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النسخة الثانية من هذه المسابقة اكتسبت زخما ملحوظا هذه السنة في المغرب، معربة عن الأمل في إقامة نسخ أخرى في السنوات القادمة. وأضافت منسقة المسابقة أن تنظيم لجنة مسابقة الفصاحة لهذه التظاهرة، التي تشكل جزءا من قطب البيئة والتنمية المستدامة، يثبت أن عمل ليونز كلوب الدولي لا يقتصر على الشق الاجتماعي والإنساني، بل يولي أيضا أهمية كبيرة للتعليم والثقافة التي تمثل جزءا لا يتجزأ من التنمية المستدامة. وبعد أن أشارت إلى أن ليونز كلوب يعمل على مستوى التعليم والتمدرس، قالت السيدة ديتسولي إن النادي يعمل على عدة أقطاب وينشئ العديد من الفصول التمهيدية لدعم الأطفال في تعليمهم"، وخاصة أطفال هوامش المناطق القروية والأطفال في وضعية صعبة. أما حاكم منطقة 416 – المغرب، كريم الصقلي، فأشار إلى أن هذه المسابقة من أبرز مواعيد اللغة الفرنسية والفرنكوفونية، معتبرا أن الفصاحة هي فن حسن التحدث والتأثير والإقناع، "إنه فن تحكم المرء في تفكيره أثناء العمل". وأوضح الصقلي أن "منطقة المغرب نظمت مسابقة الفصاحة لإبراز الشق الثقافي الذي يندرج في صلب عمل ليونز كلوب". وبخصوص القيم التي يحملها النادي، أشار حاكم المقاطعة 416 – المغرب إلى أن الثقافة عامل من عوامل التفتح الاجتماعي والفكري والمدني والأخلاقي الذي يتيح تفهم واحترام كل فرد في الحصول على التعليم والمعرفة والمعلومات، معتبرا أن "الانفتاح على الثقافة يعني فهم سيرورة العالم، والاغتناء باختلافاته، وتعزيز روح التفاهم بين الأجيال والشعوب. إنه اتخاذ خطوة تجاه الآخرين". ونوهت رئيسة ليونز كلوب الرباط الفرسان ورئيسة مسابقة الفصاحة أمينة لهميل، من جانبها، بتنظيم نهائي مسابقة الفصاحة هذه السنة رغم تفشي جائحة كوفيد -19 الذي ضربت العالم. وذكرت لهميل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن عملية الانتقاء الأولى للمسابقة تمت في 2 يناير في مناطق مختلفة من المملكة، مما مكن من انتقاء ما مجموعه 35 مرشحا في المرحلة الأولى، وتم انتقاء أفضل اثني عشر تلميذا لتقديم عروض من جديد في المرحلة النهائية.