تتويج ثلاثة مبدعين في الدورة الثانية لملتقى الفنانين الشباب للفنون التشكيلية أعلن يوم الجمعة الماضي بالرباط عن الفائزين الثلاثة بالدورة الثانية لملتقى الفنانين الشباب للفنون التشكيلية الذي تنظمه وزارة الثقافة كل سنة بدعم من مؤسسة بنك المغرب. وجاء تتويج الفائزين الثلاثة، خلال حفل افتتاح المعرض الجماعي برواق محمد الفاسي، الذي تنظمهه الوزارة لثلاثة عشر فنانا تم انتقاؤهم للمشاركة في فعاليات الدورة الثاني لملتقى الفنانين الشباب للفنون التشكيلية. وقد حاز الفنان التشكيلي الشاب فوزي الطنجبة، ضمن 13 فنان شاب تم انتقائهم للمشاركة في هذه التظاهرة التي هي عبارة عن معرض جماعي أقيم برواق محمد الفاسي بالرباط، بالجائزة الأولى التي هي عبارة عن معرض فردي من تنظيم وزارة الثقافة برواق محمد الفاسي، مع تكفل الوزارة بنفقات نقل الأعمال من مرسم الفنان إلى الرواق ذهابا وإيابا، وطبع الدعوات وإرسالها بالبريدين العادي والإلكتروني، وطبع الكاتالوغ، وتوفير تقنيين لتركيب المعرض قبل انطلاقه وكذا لتجميع الأعمال بعد انتهائه، بالإضافة إلى تنظيم حفل الافتتاح. وجاء في الرتبة الثانية الفنان جهاد حفان من مدينة سيدي قاسم، وخريج مدرسة الفنون الجميلة بفالانسيا، بجائزة قيمتها 10000 درهم، فيما فاز بالرتبة الثالثة كل الفنانة الشابة غيتة صحيح من مدينة الدارالبيضاء، والفنان الشاب عزيز أوصالح من مدينة أكادير خريج المعهد العالي للفنون التشكيلية بالدارالبيضاء، بجائزة قيمتها 7000 درهم. وفي تصريح لبيان اليوم، وصف الفنان فوزي الطنجبة من مدينة الحسيمة، وخريج المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، هذه التظاهرة الفنية ب «الإيجابية» مشيرا إلى أن الشباب في حاجة ماسة إلى مثل هذه التظاهرات على اعتبار أن مرحلة الشباب هي التي يكون فيها المرء في أوج عطائها، وأن قلة الإمكانيات وغياب التشجيع يحولان دون صقل هذه الموهبة وإبرازها للوجود. وقال فوزي الطنجبة، أن أعماله التي يستقيها من الحياة اليومية لشباب خصوصا وللمواطن المغربي بصفة عامة، تزاوج بين التجريد والتشخيص، حيث يهتم بالأصل الطبيعي للأشياء، لكنه في نفس الوقت يطبعها برؤية هندسية تتحول فيها « المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة». من جانبه، اعتبر الفنان عزيز أوصالح، في تصريح لبيان اليوم، أن ملتقى الفنانين الشباب للفنون التشكيلية، مبادرة «إيجابية» من شأنها تشجيع الشباب لضمان خلف يعطي قيمة مضافة لما خلفه جيل الرواد، وذكر عزيز أوصالح خريج المعهد العالي للفنون التشكيلية بالدارالبيضاء، أن مجموع أعماله تندرج في إطار الدراسات البحثية في مجال الفنون التشكيلية، مشيرا إلى أن المدرسة التي ينتمي إليها تزاوج بين التجريد والفن المعاصر، في إطار البحث عن مضامين تشكيلية جديدة واستعمال مواد غير مألوفة في فن الصباغة كالمواد الطبيعية. يشار إلى أن لجنة التحكيم التي عهد إليها انتقاء الفائزين بهذه الدورة تتكون من محمد بنيعقوب، رئيس قسم الفنون التشكيلية، وفريد الزاهي ناقد فني، والفنانون أحلام المسفر، محمد نبيلي وأمين الدمناتي. ويشارك في هذا المعرض الجماعي الذي سيستمر إلى غاية 30 ماي الجاري جهاد حفان، جهان ريحاني، حسن أبارو، خالد ياسين، سكينة جوال، سناء الكشيري، صالح الطيبي، عبد العزيز أصالح، عبد اللطيف الدريسي، غيتة صحيح، فوزي الطنجبة، مبارك عمان، ومحمد البركمي. وفي تقديمه لهذا الملتقى قال عبد أفندي مدير الفنون بوزارة الثقافة والذي أشرف على توزيع الجوائز «إن الخلف مضمون في مستقبل التشكيل بالمغرب» مشيرا إلى أن هذه المبادرة تروم دعم المواهب الشابة ومساعدتها لتلمس خطواتها الأولى في مجال الفن التشكيلي، مشيرا إلى أن الملتقى لا زال في بدايته، وأن الأمل يحدو الوزارة للانفتاح على أشكال تعبيرية أخرى، وأن يكون أكثر جاذبية سواء من حيث قيمة جوائزه، أو من حيث قيمته الفنية. وفي كلمة تصدرت كاتالوك الملتقى تحت عنوان « سفر الضوء»،اعتبر عبد الحق أفندي أن ملتقى الشباب الفنانين للفنون التشكيلية، «تأسس على فكرة بسيطة وهي التعارف، إذ يقارع فنانون شباب الصعوبات لإيجاد موطئ قدم في المشهد التشكيلي المغربي ثم في آفاق أكثر اتساعا». وأضاف أن الهدف هو أخذ هؤلاء الشباب «في سفر الضوء ونقلهم إلى بؤرة الحضور (...) وأن تشد إليهم أبصار النقاد والتشكيليين المكرسين والجمهور، والتأسيس لحوار ينصب على أحلامهم وأفكارهم وهمومهم لمؤاوزتهم في الارتقاء في عوالم الحلم والجمال».