تقدم المستشار محمد عداب الزغاري عن فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين أول أمس الثلاثاء الماضي بسؤال شفوي موجه لوزير السياحة والصناعة التقليدية حول موقع مكناس في المخطط السياحي والتسويق الخارجي للمنتوجات السياحية الوطنية. تساءل من خلاله عن أسباب الحضور الباهت لمدينة مكناس ونواحيها في المخطط السياحي الوطني و تسويق منتوجاتها السياحية وطنيا ودوليا، وعما تنوي الوزارة الوصية القيام به لرد الاعتبار لهذه المنطقة السياحية بامتياز، وجعلها اسما بارزا في المخطط السياحي من حيث الاهتمام و الدعم ومن حيث التسويق الإعلامي، خاصة وان المغرب تطرح عليه رهانات كبرى في المجال السياحي لتحقيق هدف 10 ملايين سائح، ولتحقيق ذلك تم إدراج عدد من المناطق في البلاد في المخطط السياحي الوطني، والذي تغيب عنه مدينة مكناس ونواحيها بالرغم من الأهمية التي تعرفها في المجال السياحي باعتبارها مدينة تاريخية بكل المقاييس وتتوفر على أجمل المآثر التاريخية من أسوار وأبواب ومآثر جذابة للسائح الوطني والأجنبي، إضافة إلى مدينة وليلي الأثرية ومولاي إدريس زرهون، ومدينة إفران وأزرو، وهي مناطق نموذجية للسياحة الجبلية، إضافة إلى السياحة الصحراوية المتمثلة في مرزوقة وواحة زيز الأكبر في العالم. هذا التعدد في المنتوج السياحي لمكناس و النواحي ( أثار تاريخية، جبال، صحراء)، قال عنه المستشار عداب الزغاري، إنه يجعل المنطقة تقدم منتوجات سياحية متكاملة و جذابة، ولم يتم استثماره بعد بما يجعلها منطقة أساسية في المخطط السياحي، إذ مازالت مكناس مجرد منطقة عبور و ليس مدينة مبيت و إقامة سياحية، و لايتم تسويق منتوجاتها السياحية بشكل مستقل مع إبراز أهميتها التاريخية وروائع مآثرها وتعدد مجالاتها السياحية. وفي جوابه، قال ياسر الزناكي وزير السياحة والصناعة التقليدية أن الوزارة قامت بوضع برنامج للتنمية الجهوية للسياحة بجهة مكناس تافيلالت في إطار الاتفاقية التي تم توقيعها مع المجلس الجهوي لمكناس تافيلالت والمركز الجهوي للاستثمار بالجهة سنة 2006 والتي تهدف إلى القيام بدراسة تسويقية لإعادة تموقع هذه الوجهة السياحية، حيث تمت المصادقة على النتائج النهائية لهذه الدراسة سنة 2009. وقال المسؤول الحكومي أن الوزارة وضعت اللمسات الأخيرة لمخطط عمل برنامج التنمية الجهوية للسياحة بالجهة في نونبر الماضي حيث تعمل حاليا على دمجه في الإستراتيجية المستقبلية لقطاع السياحة في افق 2020 . وفيما يتعلق بالأهداف المرتقبة لبرنامج التنمية السياحية الخاص بهذه الجهة في أفق 2015 فتتلخص في 650 ألف وافد مليون و 600 ألف ليلة مبيت بطاقة إيوائية تقدر ب 14 ألف و 650 سرير بنسبة تصل إلى 45 % . وفيما يتعلق بالبرامج السياحية المبرمجة أو في طور الإنجاز فهناك فضاء الاستقطاب السياحي بإفران الذي تم إقراره في مارس 2006 وتم إنجاز ما يفوق 70 % منه، فضاء الصحراء والواحات بالراشيدية الذي تم توقيعه في أبريل 2008 حيث تم إنجاز ما يفوق 35 % منه، فضاء الاستقبال السياحي لخنيفرة والمحطة السياحية لإفران والتي من المرتقب افتتاحها خلال هذه السنة في شهر شتنبر. في تعقيبه، قال المستشار عداب الزغاري إن جهة مكناس تافيلالت تزخر، بالإضافة للمآثر الطبيعية والتاريخية، بالعنصر البشري الذي يمتاز بالجدية والحيوية واليد العاملة المتخصصة خاصة في الصناعة التقليدية التي تعرف ركودا مستمرا بسبب ركود السياحة، مما يستدعي ضرورة إعطاء جهة مكناس تافيلالت دفعة قوية لتصبح واجهة سياحية بامتياز كما هو الشأن بالنسبة لمراكش اكاديرفاس، وغيرها من المناطق السياحية.