أعادت سلالة جديدة من فايروس كورونا تمّ تشخيصها في بريطانيا عقارب الساعة إلى الوراء وألقت بجهود مكافحة الوباء في فوضى استثنائية بعد أسابيع قليلة من انفراجة توفير اللقاحات. ومن المقرر أن يخضع 15 مليون شخص لقيود كوفيد – 19، مع حظر التسوق في عيد الميلاد (الكريسماس) وإبلاغ البريطانيين بالبقاء في منازلهم بحكم القانون. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أول أمس السبت، إعادة فرض الإغلاق في لندن وجنوب شرق إنجلترا اعتبارا من أمس الأحد، ما يعني عدم إمكانية اجتماع العائلات خلال عيد الميلاد، في محاولة لوقف ارتفاع الإصابات المنسوب إلى سلالة جديدة من فايروس كورونا المستجد. وقال جونسون في مؤتمر صحافي "يبدو أن هذا الانتشار يغذّيه نوع جديد من الفايروس" ينتقل "بسهولة أكبر بكثير". وأضاف أنه "لا يوجد ما يشير إلى أنه أكثر فتكًا أو أنه يسبب أعراضاً مَرضية أكثر خطورة"، أو يقلّل من فعالية اللقاحات. وأظهرت بيانات رسمية أن بريطانيا سجلت، السبت، 27052 حالة إصابة بفايروس كورونا مقابل 28507 حالة يوم الجمعة. كما أظهرت البيانات تسجيل 534 وفاة، ارتفاعا من 489 حالة في اليوم السابق. وقالت الحكومة الاثنين الماضي إن ارتفاع عدد الإصابات قد يكون مرتبطا جزئيا بنوع جديد من الفايروس أكثر قدرة على الانتشار، مما دفعها إلى تشديد القيود من أجل الحد من انتشار كوفيد – 19 في لندن ومناطق أخرى من البلاد. وأعلن كريس ويتي، أكبر مسؤول طبي في إنجلترا، السبت، أن سلالة جديدة من كوفيد – 19 اكتشفت في المملكة المتحدة يمكن أن تنتشر بوتيرة أسرع وأنه يجري العمل بشكل عاجل للتأكد من أنها لا تسبب معدل وفيات أعلى. وأضاف ويتي في بيان "كما أُعلن يوم الاثنين، اكتشفت المملكة المتحدة نوعا جديدا من فايروس كوفيد – 19". وأضاف "نتيجة للانتشار السريع للنوع الجديد والبيانات الأولية ومعدلات الإصابة المتزايدة بسرعة... فإن السلالة الجديدة يمكن أن تنتشر بسرعة أكبر". ومنذ أيام، أشار البروفيسور نك لومان، الخبير في مؤسسة كوفيد – 19 جينومكس بالمملكة المتحدة إلى أن الفايروس "لديه عدد كبير من الطفرات بصورة مدهشة، أكثر مما كنّا نتوقع، وبعضها يبدو مثيراً للاهتمام". إعادة فرض الإغلاق من جديد ومن شأن هذا التطور أن يجعل الباحثين يهرولون إلى مختبراتهم لكسر شفرة السلالة الجديدة وتحويل اللقاحات التي يتم إنجازها حاليا إلى كوكتيل لقاحات أسوة بتلك التي تستخدم في مواجهة الأنفلونزا الموسمية والتي تشمل خلطة من اللقاحات. وتمكن العلماء من رصد سلالة جديدة لفايروس كورونا في مزارع لتربية حيوان "المنك" في الدنمارك، ما دفع السلطات هناك إلى اتخاذ إجراء بالإغلاق العام على جزء من البلاد بعد أن اقتنعت بأن التغيرات الوراثية التي لوحظت قد تقوّض مفعول أيّ لقاح قادم ضد كورونا. وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان "نحن بحاجة إلى الانتظار لنرى التطورات ولا أظن أن علينا التوصل إلى استنتاجات في ما إذا كانت هذه التحولات في الفايروس ستؤثر على فعالية أيّ لقاح قادم". ويشهد فايروس كورونا طفرات، مثل بقية الفايروسات الأخرى، وليس هناك دليل على أن الطفرة التي رصدت في الدنمارك تشكل خطرا متزايدا على البشر.