قبل انطلاق منافسات بطولة هذا الموسم، راجت أخبار تتحدث عن إمكانية انفصال المدرب عبد السلام وادو وطاقمه المساعد، عن مولودية وجدة، والسبب خلاف قائم بينه وبين وإدارة الفريق. إلا أن أولى مباراة الفريق الوجدي، وكانت أمام سريع وادي زم بملعب الفوسفاط بخريبكة، عرفت حضور وادو، ليؤجل قرار الحسم في الموضوع، رغم أن أسباب الخلاف، لم تنتف نهائيا، بل تم تجاوزه مرحليا… وما يؤكد أن الخلاف أو التضارب في وجهات النظر، لم تعرف طريقها للحل، هو مضمون تدوينة لعبد السلام وادو قبل أيام فقط من انطلاق البطولة، حيث نشر تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، طالب من خلالها بضرورة صرف مستحقات اللاعبين من أجل المساهمة في إنجاح المشروع. وأضاف أن أي مشروع يبقى قابلا للتطبيق، لكن بالسرعة المطلوبة، وفي الوقت المحدد، والأساس في ذلك تسوية وضعية اللاعبين، ولا يمكن تخيل انتظار اللاعبين التوصل بمستحقاتهم المتأخرة، منذ أشهر أو سنوات، ولهذا يجب إيجاد حل لهذا المشكل، كما طالب بضرورة تدخل سلطات المدينة من أجل مساعدة الفريق على حل مشاكله. وما زاد من تعقيد الأمور أن المشاكل المالية لم تجد طريقها للحل، كما أن عدم مصادقة الجامعة على عقد مدرب الحراس الذي جلبه معه وادو، وهو فرنسي الجنسية، أثر أيضا على العلاقة بين الطرفين، خاصة بعد إصرار المدرب على استمراره، مع التزامه شخصيا بأداء مستحقاته من جيبه. كل هذا يؤكد أن الأجواء غير مناسبة تماما، إلى أن جاء الحادث الذي طرأ صباح أول أمس السبت أمام أبواب مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ليفجر الأمور داخل سندباد الشرق. فبدون سابق إنذار، دخل وادو في خلاف حاد مع سائق حافلة النادي، بعد أن رفض هذا الأخير صعود مدرب الحراس للحافلة، تطبيقا للتعليمات الصادرة عن المكتب، والسبب أن مدرب الحراس لا يوجد ضمن اللائحة، وغير مسموح له بالصعود، لعدم ارتباطه مع الفريق بأي عقد ساري المفعول. تطور الخلاف إلى حد الاشتباك بالأيدي، لينتهى الحادث بتدخل رجال الدرك الملكي، واقتياد المدرب والسائق للمخفر، حيث مكث الرجلان في ضيافة الدرك لمدة تفوق أربع ساعات، ليتم إطلاق سراح وادو بعد تدخل محاميه. حدث هذا، والفريق حاضر للدار البيضاء قصد مواجهة الرجاء أمس الأحد، إلا أنه لم يعرف ما إذا كان اللاعب الدولي السابق، هو من أشرف على تدريب سندباد الشرق خلال هذه المباراة المذكورة. الرائج أن الخلاف مع السائق، ليس إلا وسيلة ربما للتخلص من المدرب والطاقم المرافق له، دون أداء المستحقات المالية، أو تحمل الشرط الجزائي، والعمل على دفع وادو للمغادرة من تلقاء نفسه. والتابث ان عبد السلام وادو أخطأ أولا عندما فضل نشر الغسيل للعموم، في وقت كان عليه الإبقاء على الأمور شأنا داخليا، واخطا ثانيا بدخوله في عراك مخطط له من سائق الحافلة، مع ما يترتب عن ذلك من تأثير على شخصية المدرب. المنطق يقول أن إدارة المولودية الوجدية مطالبة بتحمل كامل المسؤولية، أولا في حل المشاكل العالقة، ومفاتحة المدرب في الاستمرار من عدمه بطرق ودية، دون اللجوء إلى ممارسات غير سليمة، عفى عنها الزمن. المتعارف عليه أن المسؤول عن بعثة أي فريق رياضي هو المدرب، له الحق في اتخاذ كل القرارات المناسبة، ولم يحدث أن كانت "السلطة" بيد سائق الحافلة، وتجاوز صلاحياته إلى درجة معارضة المدرب أمام اللاعبين. عيب حقيقة أن تصل الأمور إلى هذا الحد، في وقت يقال إن البطولة الوطنية دخلت عهد الاحتراف للموسم العاشر على التوالي…