تتعدد هذه الأيام تجليات البلادة في تصريحات رموز النظام العسكري الجزائري، وفيما يروجه الإعلام هناك ضد المغرب. لم يعد مسؤولو الجار الشرقي للمملكة يخفون أهدافهم الحقيقية، ولم يعودوا يلتزمون حتى بالحد الأدنى من معجم التعبير الدبلوماسي بين الدول، وأصابهم سعار غريب جعلهم يصرون على"تخراج لعينين". لقد صار المغرب في مانشيطات الصحف الجزائرية"عدوا كلاسيكيا"، ورئيس البرلمان هناك لم يخجل وهو ينشر الرعب وسط"ممثلي الشعب"من عدو متربص لا يوجد سوى في خياله التافه، أما الأمين العام لجبهة التحرير" الحزب الحاكم هناك"، فزاد في منسوب الحمق بعض" الأوقيات"وأعلن أن آلاف المنتسبين لحزبه رهن إشارة الانفصاليين… تكشف هذه الهيستيريا التي أصابت أركان النظام العسكري الجزائري عن أجواء الشحن والتغليط التي تستهدف الشعب الجزائري لإلهائه وتحريف تطلعه، كما أنها تفضح النية الحقيقية لجينرالات البلد الجار، وتجسد اعترافهم الصريح والمعلن باستهداف الوحدة الترابية للمغرب. نعرف أن عسكر الجزائر يحس بالاختناق، ويدرك أن اللعبة تدنو من النهاية، وهو اليوم يمارس رقصة الانتحار، ونعرف، في المقابل، أن الشعب الجزائري لديه أولويات أخرى، ولا يحس تجاه المغرب والمغاربة سوى بمشاعر الأخوة، تماما مثل الشعور المترسخ لدى المغاربة تجاه أشقائهم وجيرانهم الجزائريين، لكن بعض عديمي النظر والشجاعة والوضوح يمعنون أحيانا في خلط الأوراق وممارسة لعبة الالتباس. المغرب، أيتها السيدات، أيها السادة، يسعى لاستكمال وحدته الترابية وحماية حدوده الوطنية، والجزائر هي من افتعلت النزاع ورعته ومولته، وتعلن ذلك جهارا، أي أنها هي من تعتدي على المملكة وليس العكس. الجبهة الانفصالية، أيها الفاهمون كثيرا، تتمركز فوق أرض جزائرية، ومنها توجه استفزازاتها ضد المغرب، وهذا يورط الجزائر في الاعتداء على بلادنا واستهداف أمنها وإعلان الحرب عليها. المغرب هو من قدم التنازلات، وهو من عرض المقترح الوحيد لحل سياسي عادل للتوتر، وهو من بقي دائما متعاونا ومتريثا وعقلانيا، ويسعى للوصول إلى السلام والاستقرار، ولحد الساعة الطرف الآخر لم يقدم سوى عنادا بلطجيا، ومشاعر عداء مرضي للمغرب. ولكل هذا، وغيره، يعتبر النظام العسكري الجزائري الطرف المعتدي على المغرب، ويستمر ذلك منذ عقود، ولا يحتمل الموضوع أي خلط في المواقع والمواقف والصفات. وبقدر ما نأمل أن يستتب الأمن والسلم والاستقرار كامل المنطقة، ففي نفس الوقت لا نقبل خلط الأوراق والتموقعات، وكل ما يقوم به المغرب هو تحصين لحدوده الوطنية، وصيانة لأمنه الوطني، وحرص على وحدته الترابية، والنظام الجزائري هو من يجب عليه أن يرفع يده عن الموضوع كله، وأن يدرك أن الصحراء المغربية لا تعنيه ولا شأن له بها. وعندما يصرح اليوم زعيم حزب جبهة التحرير في الجزائر أن الآلاف من أعضاء حزبه مستعدون للقتال في صفوف الجبهة الانفصالية ضد المغرب، ألا يؤكد مثل هذا الكلام التركيبة الارتزاقية للجبهة المعلومة؟ ألا يفضح هذا السبب الحقيقي لعدم إحصاء المحتجزين في مخيمات تيندوف؟ أما بالنسبة لماكينة البروباغندا الجزائرية المشتعلة هذه الأيام عداء وغلا ضد المغرب، فالسؤال يوجه أيضا للنخبة الجزائرية ولمهنيي الصحافة والإعلام هناك، وذلك لكي يساهموا في وقف الجهالة والعبث. فضلا عن معجم البذاءة الرائج عبر الصحف والقنوات هناك، تنتشر أيضا كثير مغالطات وأخبار غير صحيحة، ويستغرب المرء لحجم البلاهة وعدم الفهم المستشريين وسط عديد كتبة، والكثيرون هذه الأيام يكتبون ويتكلمون بدرجة الصفر عن المغرب وقضية الصحراء، ولا يخجلون في الظهور أمام الناس عراة وحفاة من أي معرفة أو جدية أو مصداقية أو من حسن الكلام. الدفاع عن الحق المغربي هو اصطفاف في صف الوضوح، ذلك أن المغرب صاحب حق، ويدافع عن سيادته وعن وحدته الترابية، أما الجزائر فهي الطرف المعتدي على المملكة، والاستهداف والعدوان ينطلقان من فوق أراضيها وبتمويل وتسليح منها. نقطة. إلى السطر. محتات الرقاص