أثناء انعقاد الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، يوم الإثنين 19 أكتوبر 2020 ، تدخلت النائبة فاطمة الزهراء برصات تلطالب رئيس الحكومة بوضع حد لمعاناة فئات عريضة من العاملين بالقطاع غير المهيكل في ظل الجائحة. وشددت فاطمة الزهراء برصات على أن توجيهات جلالة الملك كانت واضحة، وكان من المفروض في الحكومة التقاط إشاراتها من خلال العمل على إنجاز أوراش حقيقة، ومهيكلة لتجاوز الأزمة، لكن الحسابات السياسوية الضيقة،والسباق نحو 2021، جعل هذه الحكومة بعيدة كل البعد عن الانخراط الفعلي في تنزيل هذه الأوراش على أرض الواقع. فيما يلي النص الكامل للمداخلة: شكرا السيد الرئيس، السيد رئيس الحكومة المحترم، السيدات والسادة النواب المحترمين، يسعدني أن أتناول الكلمة باسم المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، تعقيبا على جوابكم السيد رئيس الحكومة، حول السياسة العامة للحكومة في ظل جائحة كورونا. السيد رئيس الحكومة، كما تعلمون، وكما يعلم الجميع، أن في بداية هذه الجائحة، عرفت بلادنا تعبئة حقيقية من مختلف مكونات المجتمع، مؤسسات، مواطنات ومواطنين، حكومة، برلمان، المجتمع المدني، تحت التوجيهات السامية لصاحب الجلالة. طبعا لأن الجائحة جاءت فجائية، كانت مرحلة صدمة، وبالتالي الأمر يقتضي تعاون مختلف الفرقاء، وهذا ما جعلنا في المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، نكون حاضرين وبقوة لدعم الإجراءات والتدابير التي تم تنزيلها. لكن للأسف السيد رئيس الحكومة، أبنتم من جديد، عن مستوى تدبيري، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عشوائي في ظل إجراءات وتدابير تجزيئية، تغيب عنها اللمسة الحكومية، لمسة الحكومة. كنا أمام تدبير قطاعي، كل قطاع يدبر الأزمة من منظوره الخاص، دون تكامل أو حضور رؤية شمولية حقيقية، قريبة متوسطة، وبعيدة المدى. السيد رئيس الحكومة، نعم اليوم قدمتم مجموعة من التدابير والإجراءات، افتخرتم بمجموعة من الإجراءات على حد تعبيركم غير المسبوقة، ولكن للأسف، كنا ننتظر اليوم أن تستحضروا معنا، إحدى الشرائح المهمة وفئات مختلفة من المجتمع، تئن في صمت: الصناع التقليديين، التجار الصغار، الفلاحين الصغار، القطاع غير المهيكل الذي تعرفون السيد الوزير، ماهي الإكراهات التي طرحتها هذه الجائحة، في ظل تفرقه وتشرذمه، وغياب إطار حقيقي يضمن الكرامة للمواطنات والمواطنين. ماذا قمتم به لصالح هؤلاء الناس؟ جيد أن تقولوا مجموعة من التدابير وعدم تنظيم الحفلات، والتشديد هنا وهناك، هذا إيجابي، لأننا نحمي صحة المواطنين، لكن بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يشتغلون في تلك القطاعات ما ذا قمتم به لصالحهم منذ ثمانية أشهر؟ هناك من الناس من لم يجدوا لقمة عيش، وهناك من باعوا آلاتهم لكي يتمكنوا من إيجاد لقمة عيش لأبنائهم، ماذا قمتم به لصالحهم؟ وهل أصلا أنصتم لهم. أنتم تقولون إن شعاركم هو الإنصات، لكن اسمحوا لي السيد رئيس الحكومة، حكومتكم في تدبير الحكومة،كانت صماء، وكان مستوى تواصلها رديء جدا، بقرارات فجائية، وبقرارات آخر لحظة، دون إشراك حقيقي للمواطنات والمواطنين، لتملك هذه الإجراءات، ولمساعدتكم طبعا في تنزيلها على أرض الواقع. السيد رئيس الحكومة، فعلا مؤسف، كما سبقني الزملاء وحتى نائب فريقكم. النقاش اليوم تحاولون طرحه، فعلا نحن في التقدم والاشتراكية متفاجئون من أن أولويتكم اليوم، هو أن تعدوا كم من المقاعد التي ستحصلون عليها في 2021. هل فعلا تعتبرون أن نقاش تقنيات الانتخابات، ونقاش القاسم الانتخابي هو أولوية المواطنات والمواطنين؟ هل هذه فعلا أولويات المواطنات والمواطنين في ظل الأزمة التي تمر منها بلادنا، في ظل الأوضاع الاقتصادية الهشة، والهشة جدا؟ في ظل الأوضاع الاجتماعية التي للأسف يدفع ثمنها المواطنات والمواطنين البسطاء،الفئات الهشة، والفئات المقصية. فعلا السيد رئيس الحكومة، النقاش الذي تحاولون طرحه اليوم، حول التقنيات التي سندبر بها الانتخابات، كان ينبغي أن يكون عوضها وأن تضعوا أمامكم كيف يمكن إخراج بلادنا من هذه الأزمة، لأن الانتخابات السيد رئيس الحكومة، ليست هي الغاية، الانتخابات هي وسيلة لكي تدبروا المرحلة، وأمامكم سنة على الأقل في التدبير الحكومي. كان عليكم، وأنتم تهيئون للانتخابات، عوض البحث في كيفية الحفاظ على تواجدكم. كان عليكم تقديم إجابات حقيقية على الأسئلة الحارقة التي هي اليوم مطروحة، ويطرحها المواطنات والمواطنين. ليس هكذا ستسترجعون ثقة المواطنات والمواطنين. بهذا ستزيدون الهوة ما بين المواطن ومؤسسات الدولة. السيد رئيس الحكومة، توجيهات صاحب الجلالة كانت واضحة، وكنا نتمنى فعلا أن تلتقطوا إشارات الخطب والتوجيهات الملكية التي وضعت أوراشا حقيقة، أوراشا مهيكلة لتجاوز الأزمة، ولكن للأسف حساباتكم السياسوية الضيقة،وسباقكم نحو 2021، جعلكم بعيدين كل البعد عن الانخراط الفعلي في تنزيل هذه الأوراش على أرض الواقع. السيد رئيس الحكومة، الإنعاش الاقتصادي، نعم هناك تدابير، لكنها تحتاج أن تحمل بقوة من طرف الحكومة، وأن تكون وحدة حكومية حقيقية، وأن تكون المصلحة العامة ومصلحة المواطن هي الأساس، وهي الموجه لتدبيركم لهذه الأزمة. مشروع التغطية الاجتماعية، من المشاريع المهمة جدا، والتي دائما في المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية كنا نقول إنها مدخل أساسي لضمان كرامة فئات عريضة من الشعب المغربي. كنا نتمنى اليوم أن تهيؤا الإجراءات. لا يكفينا أن تأتي اليوم رئيس الحكومة هنا، وتقرأ لنا الخطاب الملكي. الخطاب الملكي هو التوجيهات. علما أن الخطاب الملكي جاء بمحددات، لكن كنا نتمنى أن تقدموا لنا الإجابات على مختلف الأسئلة، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي السيد رئيس الحكومة.