دعت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل وزارة الصحة إلى إحداث نشرة يومية للرصد الوبائي خاصة بالعاملين في القطاع وإنشاء خلية للتكفل بهم، وذلك في ظل الارتفاع المهول الذي يسجله القطاع من حيث عدد المصابين بداء كوفيد 19، حيث أودى الوباء بحياة العديد من الأطر والكفاءات الصحية سواء من الأطباء أو من الممرضين وتقنيي الصحة. وقدرت الجامعة في رسالة موجهة إلى وزير الصحة، توصلت بيان اليوم بنسخة منها، عدد الإصابات في صفوف الأطر الصحية بما يناهز 1500 حالة، دون الحديث عن الإصابات المسجلة أيضا في صفوف عائلات تلك الأطر. وطالبت الجامعة الوزارة ب"اتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة" للعناية بالمصابين والتصريح بهم كضحايا لحوادث الشغل، مع تصنيف الإصابة بالوباء ضمن لائحة الامراض المهنية، وإحداث تعويضات متعلقة بالجائحة وتبعاتها تكون في مستوى تطلعات العاملين في القطاع. كما دعا البلاغ من جهة أخرى إلى الاستجابة إلى المطالب العادلة والمشروعة لهاته الفئة التي تؤدي يوميا عملها بتفان في الخط الأمامي لمواجهة الجائحة. وفي نفس السياق، كشفت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، أن عدد ضحايا جائحة كوفيد 19 في صفوف هاته الفئة في تزايد مستمر، مهددة بخطر محدق بقطاع أنهكت الجائحة قواه. وأعلنت الحركة في منشور إخباري على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن المعطيات التي ترد عليها من مختلف المستشفيات والمراكز الصحية في ربوع الوطن، تفيد بإصابة أزيد من 825 مهنيا في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة، بعد أن سجل الأسبوعان الأخيران وحدهما أزيد من 200 إصابة جديدة. علما، يقول نفس المصدر، أن العشرات من الممرضين وتقنيي الصحة ما زالوا ينتظروا نتائج التحاليل المخبرية، وأن هناك العشرات من الحالات غير والمصرح بها. كما لا تتوفر معطيات رقمية دقيقة عن عدد الوفيات المسجلة في صفوف الممرضين وأفراد عائلاتهم المصابين بالعدوى. ودعت الحركة بدورها الوزارة الوصية إلى الإحصاء الدقيق لأعداد المصابين والمتوفين جراء انتشار الوباء في صفوف الممرضين وتقنيي الصحية، وكذا الانصاف في التعويض عن الأخطار المهنية "كضرورة ملحة من أجل الاعتراف بمجهوداتنا كأطر تمريضية". وتدق هذه الأرقام والمعطيات ناقوس الخطر، مجددا، حول مدى المعاناة التي يعيشها القطاع الصحي اليوم، في مواجهة جائحة كوفيد 19، وكذا التضحيات الجسام التي يستمر في تقديمها "الجيش الأبيض" بتواجده في الصفوف الأمامية لهذه المعركة القاسية، خاصة في ظل تزايد ارتفاع عدد الإصابات والحالات الحرجة والخطيرة، الشيء الذي يؤكد على أهمية تحملنا جميعا لمسؤولياتنا، كل من موقعه، من أجل الحد من تفشي هذا الوباء اللعين في صفوف الساكنة عموما بجميع فئاتها.