آلاف الأشخاص يجهلون حملهم للفيروس ويستمرون في نقله إلى آخرين بطرق مختلفة تحليلة بسيطة، سرية ومجانية، تمكن من الحد من آثار المرض ووقف زحف الوباء 400 متطوع ومتطوعة و90 طبيبا متطوعا موزعين على التراب الوطني، سيكونون يومه السبت في انتظار الراغبين بإجراء التحليلة الخاصة بداء السيدا، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للتحليلة، الذي تنظمه جمعية محاربة السيدا بتعاون مع وزارة الصحة والعديد من الجمعيات الشريكة في هذه المبادرة. وكما يشير إلى ذلك بلاغ للجمعية، توصلنا بنسخة منه، فإن إجراء التحليلات سيكون ممكنا في 85 موقعا بأزيد من 55 مدينة وقرية عبر التراب الوطني، شمالا وجنوبا، غربا وشرقا. التظاهرة إذن أضحت موعدا سنويا هاما (دورة هذه السنة هي الخامسة من نوعها) بالنسبة إلى جمعية محاربة السيدا والجمعيات الشريكة، وذلك بهدف النهوض بالولوج الطوعي والسري والمجاني إلى التحليلة الخاصة بالسيدا. وأهمية هذا الموعد لا تأتي فقط من كونه يشكل مناسبة لخلق حراك جديد حول مسألة التوعية بالداء وطرق الوقاية منه، بل لأنه يشكل أيضا حملة واسعة لتمكين أكبر عدد من المواطنين من إجراء التحليلات الخاصة بالسيدا وتمكين المصابين منهم من فرصة الولوج إلى منظومة التكفل والعلاج. فتجربة الجمعية تثبت أن المغاربة ما زالوا للأسف يتوجسون من القيام بهذا النوع من التحليلات الطبية على الرغم من تمكن الجمعيات الفاعلة في الميدان، وعلى رأسها جمعية محاربة السيدا، ومن خلال أنشطتها الإشعاعية والميدانية، من كسر حاجز الصمت نسبيا حول داء السيدا خلال السنوات الأخيرة ببلادنا حيث يقدر عدد المصابين الذين يجهلون حملهم للفيروس ب25 ألف شخص. وإذا كانت حملة كاليوم الوطني للتحليلة قد مكنت خلال 2010، على سبيل المثال، من إنجاز أزيد من 37 ألف تحليلة، وهو ما يمثل 80% من مجموع التحليلات المنجزة بالمغرب، فإن التقديرات تشير إلى أن هذا الرقم ما يزال بعيدا جدا عن مجموع التحليلات التي تحتاجها بلادنا، وهو مجموع لا يقل عن مليون (1.000.000) تحليلة سنويا. فبالوصول إلى هذا الرقم فقط يمكن معرفة الوضع الحقيقي تجاه انتشار الفيروس وبالتالي سن سياسات ناجعة لمكافحة المرض وخاصة معضلة وصول المرضى إلى منظومة العلاج في مراحل متأخرة. علما أن المريض وهو يجهل حمله للفيروس، يستمر في نقله إلى أفراد آخرين بطرق مختلفة، مما يحد من الجهود المبذولة من أجل وقف زحف الوباء. تحليلة السيدا، كيف ولماذا؟ إن هذه التحليلة البسيطة هي وحدها الكفيلة بتأكيد ما إذا كنت حاملا للفيروس أو لا. وهي تتم عبر أخذ عينة صغيرة من دمك وتمكن من التعرف على الفيروس داخل الجسم بعد ثلاثة أشهر فقط من التعرض له. لا تدوم مدة الاختبار أكثر من نصف ساعة، وبذلك لست مضطرا للانتظار أو العودة في اليوم الموالي للتأكد من النتيجة. ومع أن نتيجة هذه التحليلة مضمونة بنسبة 99%، إلا أنه في حال ظهور نتيجة إيجابية يتم إجراء تحليل أخر للمزيد من التدقيق. ويمكن إجراء هذه التحليلة في المستشفيات ومراكز تحاقن الدم ومختبرات التحليلات الطبية الخاصة، إلا أن إجراءها في هذه الأخيرة (المختبرات) يعد مكلفا ماديا، إضافة إلى الصعوبات التي يمكن أن تحد من إقبال الراغبين في إجراء التحليلة في البنيات الصحية الأخرى. ولذلك عمدت جمعية محاربة السيدا منذ سنوات إلى إحداث «مراكز الإعلام والتحليل السري والمجاني» (CIDAG) في العديد من المدن من الدارالبيضاء إلى كلميم، ومن الصويرة إلى تزنيت، ومن العرائش إلى مكناس ووجدة وتارودانت... وكل هذه المراكز تقدم للمقبلين عليها خدمة سرية (لا يطلب منك اسمك قبل إجراء التحليلة) ومجانية، وكذا نصائح وإرشادات من قبل أطباء وخبراء متطوعين، كما أنها تعمل على توجيه الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم إلى الولوج المباشر لمنظومة العلاج والمتابعة الصحية التي كلما كانت مبكرة كلما كانت نتائجها إيجابية على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للمريض. يذكر أنه من الممكن معرفة عنوان أقرب مركز لإجراء التحليلات خلال هذا اليوم الوطني، عبر ولوج البوابة الالكترونية للجمعية (www.alcsmaroc.ma) أو عبر الاتصال بمراكز الاستماع «ألو أنفو سيدا» على الرقم (0801.00.25.25).