اعتبرت القناة الإخبارية الأمريكية (فوكس نيوز)، أول أمس الخميس، أن الانخراط والحماس الشعبي الذي جاء نتيجة الإصلاحات الجارية بالمملكة، يجعلان من المغرب «هدفا مفضلا» للجماعات المتطرفة ويهددان بشكل عام «سبب وجود القاعدة بالمنطقة العربية». وأوضحت القناة الأمريكية أنه «هنا حيث توجد شراكة حقيقية بين حكومة عربية وشعبها، تفقد الجماعات الجهادية كتنظيم القاعدة أي شرعية، حيث تجد نفسها محرومة من فضاء وجودها»، موضحة أنه «ليس من المستغرب أن يكون المغرب اليوم هدفا للتنظيم الإرهابي الذي تشكل إديولوجيته موضع رفض من لدن جميع المغاربة». وبالنسبة لفوكس نيوز، فإن «هناك مؤشرات واضحة على ضلوع تنظيم القاعدة في العمل الإرهابي الذي استهدف مراكش، وهو العمل الذي يأتي ليذكرنا بأن هذا التنظيم يستمر في ترهيب العالم المتحضر، وبأنه بنفس الحجم يوجد المغرب في الحد الفاصل بين الحضارة والوحشية، والاستبداد ومسار الاعتدال والإصلاحات». وأشار كاتب المقال أحمد شراي، عضو مجلس إدارة مجموعة التفكير الأمريكية «فورين بوليسي ريسورتش إنستيتيوت» ومركز الدراسات الإستراتيجية الدولية الذي يوجد مقره بواشنطن، إلى أنه في الوقت الذي اهتزت فيه عدد من الأنظمة العربية جراء ثورات شعبية وتقترب أخرى من ذات المصير، «يظل المغرب، على النقيض من ذلك، بلدا ينعم بالهدوء». وبالنسبة لكاتب المقال، فإن ما يفسر هذه الحقيقة هو أن المغاربة يستشعرون بأنهم منخرطون في مسلسل الإصلاحات». وأوضح في هذا السياق أن «المغرب يعتبر ملكية دستورية كانت منخرطة في مسلسل للإصلاحات غذاة اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش»، مشيرا إلى أن العاهل المغربي كان في 9 مارس الماضي «قد أعطى دفعة لمسلسل الإصلاحات الدستورية الرامية إلى تعزيز النظام القضائي والحريات الفردية وحقوق الإنسان، وكذا تعزيز دور البرلمان كسلطة تنفيذية». وأشار أحمد شراي الذي يشغل أيضا منصب رئيس تحرير النسخة الفرنسية لمجلة «فورين بوليسي» إلى أن الإصلاحات التي أعلن عنها جلالة الملك «تتماشى وتطور تاريخ المغرب ورؤية متشبعة بقيم الاعتدال»، مبرزا في هذا السياق أن المملكة كانت على مر الدوام بوتقة تنصهر فيها الأديان وتتلاقح فيها مختلف الثقافات، ويتعايش فيها في انسجام تام العرب والأمازيغ والمسلمون واليهود».