قال الدكتور مروان الصباغ إن ثمّة فحوصات جديدة قادرة على التنبؤ باحتمالية الإصابة بمرض الزهايمر. وأضاف مدير مركز "لو روفو" لصحة الدماغ التابع لكليفلاند كلينك في لاس فيغاس، أن هناك عقاقير جديدة بوسعها المساعدة في علاج أعراض هذا المرض لدى أكثر من 26 مليون شخص في أنحاء العالم. وبمناسبة الشهر العالمي للتوعية بالزهايمر، الذي يوافق سبتمبر من كل عام، قال الصباغ إن الطب يشهد الآن ظهور علاجات مبتكرة يمكنها أن تقلل أعراض الزهايمر، مشيرا إلى الانتشار الواسع لهذا المرض حول العالم. وأضاف "يشعر الأطباء والمختصون والباحثون الطبيون بالاطمئنان إلى تلك الابتكارات العلاجية، التي يمكن أن تنهض بمستوى حياة المرضى، والفحوصات، التي بوسعها التنبؤ بمرض الزهايمر قبل أن يتفاقم". ويُعدّ مرض الزهايمر اضطرابا دماغيا شائعا ينجم عن تراكم البروتين في الدماغ، ما يتسبب في تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والتعلم. ويُقدّر عدد المصابين بهذا المرض حول العالم بأكثر من 26 مليون شخص، ويمكن أن يتضاعف هذا العدد أربع مرات ليصل إلى 106 ملايين بحلول عام 2050، وفقا لتقرير حديث صادر عن المعهد الوطني للصحة في الولاياتالمتحدة. ويُعتبر الزهايمر أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بحالة الخرَف؛ إذ يؤثر في ما يتراوح بين 60 و80 في المئة من حالات الخرف وفقا لكليفلاند كلينك. وتشير الإحصاءات إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص يزيد سنهم عن 65 عاما سوف يصاب بالزهايمر، في حين ترتفع هذه النسبة إلى النصف تقريبا بين من تجاوزوا ال85 من العمر. وتلقى فحوصات الدم الجديدة وحَقن الجسم بالعامل الإشعاعي flortaucipir F18 لتصوير الدماغ، ترحيب الأطباء والمرضى. أما في الجانب العلاجي، فتُجري إدارة الغذاء والدواء الأميركية حاليا مراجعة لعقار جديد يُدعى aducanumab يمكنه أن يقلل كمية البروتين في الدماغ، ويبطئ كثيرا من تفاقم المرض. وكان باحثون أميركيون قد أعلنوا في يونيو الماضي أن لقاحًا جديدًا قيد التجربة أثبت نتائج فعالة في حماية الفئران من مرض الخرف، ما يمهد الطريق لتجربته على البشر في غضون عامين. وطور اللقاح فريق بحثي يقوده علماء من معهد الطب الجزيئي وجامعة كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة، بالتعاون مع باحثين من جامعة فلندرز في أستراليا، ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من دورية (Alzheimer's Research and Therapy) العلمية. ويتطلع الفريق إلى تطوير علاج مناعي فعال، في صورة لقاح جديد لإزالة "لويحات الدماغ" ومجموع بروتين "تاو" المرتبطين بمرض الخرف. ويركز اللقاح الجديد على إزالة لويحات "أميلويد بيتا" المتراكمة والتشابك الليفي العصبي الذي يتكون نتيجة تراكم بروتين "تاو" المفرط في الدماغ، وهما يؤديان معًا إلى الانتكاس العصبي والانحدار المعرفي الذي يقود إلى الإصابة بالخرف والزهايمر. وعادة، تشمل العلامات البيولوجية لمرض الزهايمر، تراكم لويحات لزجة وسامة في الدماغ، تسمى بروتين "أميلويد بيتا"، يظهر أثرها في سوائل العمود الفقري، وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل في الإدراك. واختبر الباحثون اللقاح الجديد على مجموعة من الفئران المصابة بلويحات "أميلويد بيتا" وبروتين "تاو". ووجد الفريق أن اللقاح يبطئ تراكم لويحات "أميلويد بيتا" وبروتين "تاو" في الدماغ، ما يؤخر ظهور أعراض الزهايمر والخرف لدى كبار السن. واعتبر الدكتور الصباغ أن الحقبة الراهنة، التي تسود فيها ظروف جائحة كورونا تشكّل واحدة من أكبر التحدّيات، التي تواجه مرضى الزهايمر، جرّاء التباعد الجسدي، لاسيما للمصابين الذين يعيشون في مرافق مؤسسية. وأضاف موضحا "يعتمد مرضى الزهايمر اعتمادا كبيرا على مقدمي الرعاية الصحية في الحصول على الدعم، بدءا من المراحل الأولى للمرض؛ حيث المساعدة في تحديد المواعيد الطبية والتنقل والتعاملات المالية وتناول العقاقير، وصولا إلى المراحل المتوسطة فالمتأخرة، التي تتطلب رعاية يومية أكثر كثافة. لذلك فإن التباعد الجسدي يؤدي إلى انعزال العديد من مرضى الزهايمر عن أسرهم أو مقدمي الخدمة أو انخفاض التعامل معهم، ما من شأنه أن يزيد حياتهم صعوبة".