أثار حسن الغزوي مستشار عن فريق التحالف الاشتراكي في سؤال موجه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري،مشكل انتشار المرض الطفيلي piétin - échaudage، وانعكاساته على الفلاحين والموسم الفلاحي، وأضاف في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء الماضي، أن عددا من مزروعات الحبوب في مناطق البلاد تتعرض لكارثة حقيقية بعد إصابة حقول شاسعة من هذه المزروعات بمرض فطري مدمر، والذي يصيب جذور الحبوب ويؤدي إلى تعفنها، مما ينتج عنه اصفرار في البداية ثم تيبس السنبلة، مما يؤدي في النهاية إلى ضياع كامل المحصول، مبرزا، أن ذلك سيؤثر على الموسم الفلاحي الحالي وضياع الفلاحين ويهدد الموسم الفلاحي المقبل إذا لم تتخذ الوزارة التدابير اللازمة لمحاربة المرض خاصة انه مرتبط بالجذور ويختلط بالتربة، والتي لن تكون صالحة لزراعة الحبوب سوى بعد سنوات. ولم يستبعد الغزوي، احتمال تسبب بعض البذور التي وزعتها شركة سوناكوس في هذه الكارثة، إذ من الممكن، حسبه، أنها لم تعالج بما فيه الكفاية لمقاومة هذا المرض الطفيلي الموجود بالتربة، مشيرا، أن بعض الحقول لم تصب بنفس المرض نظرا لأنها استعملت بذورا مستوردة من الخارج، أو بذور من إنتاج ذاتي مما يفرض فتح تحقيق في الموضوع وتحديد المسؤوليات وما يترتب على ذلك من إجراءات، ومنها تعويض خسائر الفلاحين الفادحة في هذا الموسم. وتساءل المستشار، عن التدابير التي ستتخذها الوزارة لمحاربة هذا المرض بما فيها تحديد المسؤوليات وإيجاد صيغة لتعويض الفلاحين المتضررين. في جوابه، قال وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أن مرض السنابل البيضاء يصيب جميع أنواع الحبوب بسبب فطر يعيش في التربة ولا ينتقل بواسطة الحبوب، وهو مشكل قائم في المناخات المعتدلة. وبخصوص الإجراءات المتخذة، قال الوزير، إن الوزارة قامت بجولات ميدانية في جميع المناطق المنتجة للحبوب لتقييم مدى تطوره وانتشاره، حيث تبين أن الإصابة بالمرض تهم بعض الحقول بمنطقة الغرب وتتمركز أساسا بمنطقة حد كورت وجرف الملحة وهي إصابة محدودة لا تتعدى 5% بالنسبة للقمح العادي و1% بالنسبة للحقول المخصصة لإنتاج البذور، كما أن نسبة الإصابة تختلف حسب مدى احترام الدورة الزراعية، حيث ترتفع نسبة الإصابة بالنسبة للحقول التي زرعت فيها الحبوب بشكل متتالي، في حين قاربت النسبة الصفر في الحقول التي احترمت فيها الدورة الزراعية الموصى بها. كما تبين خلال هذه الجولة أن الإصابة لا ترتبط بنوعية الصنف حيث ظهر المرض في أصناف مختلفة. وقال الوزير، أن الإصابة بالمرض تبقى محدودة ولن تؤثر سلبا على الإنتاج وسير الموسم الفلاحي الحالي. في تعقيبه، أكد المستشار عبد الواحد الشاعر مرة أخرى على ضرورة تعويض الفلاحين المتضررين نتيجة استعمال بذور فاسدة اقتنيت من شركة تمتلكها الدولة، والتي تبث، بعد إجراء تحاليل من طرف بعض الفلاحين، عدم صلاحيتها، بالإضافة إلى التهديد الذي ستشكله على الموسم الفلاحي المقبل نظرا لأنها تركت آثارا للمرض في التربة، مؤكدا على ضرورة فتح تحقيق في الموضوع، ومؤكدا على تشديد المراقبة على البذور وفحصها قبل بيعها. في جوابه على تعقيب السيد المستشار، أكد وزير الفلاحة مرة أخرى أن البذور المستعملة والمقتناة من شركة سوناكوس ليست هي السبب في انتشار هذا المرض الطفيلي، بل السبب الحقيقي هو عدم احترام الفلاحين للدورات الزراعية الموصى بها، وهو ما تم تأكيده من خلال دراسات قامت بها لجنة بهذا الخصوص.