خرج العشرات من ممثلي الهيئات والائتلافات المغربية التي تمثل الطيف السياسي والحقوقي والمدني المغربي، يوم الجمعة الماضي، أمام البرلمان بالرباط، في وقفة تضامنية رمزية مع الشعب الفلسطيني، وتعبيرا لرفض التطبيع الذي أقدمت عليه بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني المحتل تحت إشراف الإدارة الأمريكية. وقد عبر المشاركون في هذه الوقفة النوعية والرمزية التي حملت شعار "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة" عن موقف القوى الوطنية المغربية الرافضة لكل أشكال التطبيع، مؤكدين على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للمغاربة الذين يعتبرونها قضية وطنية، ومعتبرين أن ما أقدمت عليه الإمارات والبحرين خيانة للشعب الفلسطيني ولقضاياه العادلة والمشروعة، كما طالب المشاركون من الحكومة المغربية تجريم التطبيع. ورفع المشاركون في هذه الوقفة الرمزية التي جاءت في سياق التدابير الاحترازية التي تفرضها جائحة كورنا، الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأعلام المغربية، ورددوا شعارات رافضة للتطبيع وداعمة للحق الفلسطيني المشروع والعادل المتمثل في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. وخلال هذه الوقفة التي حضرها السفير الفلسطينيبالرباط، جمال الشوبكي، تم حرق العلم الفلسطيني، ورفع شعارات من قبيل "يا للعار يا للعار باعوا فلسطين بالدولار" و " فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، بالإضافة إلى رفع يافطات، تحمل مجموعة من رسائل التضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي تصريح للصحافة، أكد عبد الحفيظ ولعلو، قيادي في حزب التقدم والاشتراكية، على الإجماع الوطني بخصوص القضية الفلسطينية، ومساندة المغاربة للشعب الفلسطيني الصامد، ولحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها تحقيق الاستقلال الوطني لدولة فلسطين وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الوقفة التضامنية التي دعت لها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وهيئة مناهضة التطبيع، تكتسي طابعا رمزيا بالنظر إلى الواقع الذي تفرضه جائحة كورنا المستجد، وأن هذه الوقفة التي شاركت فيها قيادات الأحزاب السياسية الوطنية والديمقراطية إلى جانب فعاليات حقوقية ومدنية، هي بمثابة رسالة تضامن مع فلسطين، وهي أيضا تعبير جماعي لرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل. وكان أعضاء الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية قد نظموا، يوم الثلاثاء الماضي، وقفة تضامنية رمزية، أمام المقر الوطني للحزب في الرباط، اقتصرت على عدد محدود من أعضاء المكتب السياسي، رفع خلالها العلم الوطني المغربي إلى جانب العلم الفلسطيني، في إشارة إلى الموقف المبدئي الذي ظل الشعب المغربي وقواه الحية يعبرون عنه تجاه الحق الفلسطيني العادل والمشروع والمتمثل في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.